بلدي نيوز
شكّل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أواخر شهر آب/أغسطس الماضي، هاجسا لدى قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ولم تبدد التطمينات الأمريكية لـ"قسد" بعدم الانسحاب مخاوف قياديين في "قسد" استحضروا مقولة أن "الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها".
وقال العقيد مارتن ماروتو المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، إن مهمة "التحالف بالتعاون مع الشركاء كقوات (قسد) والبشمركة والقوات العراقية لم تتغير". وفيما لم يوضح العقيد ماروتو بشكل مباشر الضمانات المقدمة لـ"قسد" بعدم الانسحاب، أكد أن "التحالف ملتزم بالهزيمة الدائمة لداعش وتهيئة الظروف لعمليات المتابعة لزيادة الاستقرار الإقليمي"، بحسب تصريحات لصحيفة "المدن".
بدوره، أكد القيادي في قوات "قسد" محمود حبيب، في تصريح لذات الصحيفة، أن "سوريا الديموقراطية" تلقت تطمينات من القيادات الأميركية على جميع المستويات "بدءا من الرئيس بايدن ووزير خارجيته، وصولا إلى العقيد ماروتو بعدم الانسحاب الأمريكي"، لكنه لم يخفِ في الوقت نفسه أن "قلقنا نابع أيضاً من صمت التحالف على التصعيد التركي الذي قد يصل إلى حد تمادي تركيا والدخول معنا في معركة احتلال جديدة".
وصعّدت تركيا أخيرا من استهدافها لعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" مثل عين عيسى في شمال الرقة، وتل تمر شمال محافظة الحسكة، وريف منبج شمالي حلب، إلى جانب اشتباكات متبادلة في المناطق المذكورة بين الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا، و"قوات سوريا الديمقراطية" ومجالسها العسكرية المتعددة، كما أدخلت تركيا الطائرات المسيّرة لتنفيذ عمليات اغتيال في المدن الكبيرة مثل مدينة القامشلي.
ورغم أن القوات التركية وفصائل الجيش الوطني المدعوم منها، لم تتجاوز خطوط التماس بين الطرفين، لكن حبيب عبر خشية "قسد" من تغليب "لغة المصالح بين الدول المؤثرة بالشأن السوري على مصلحة الشعب السوري"، باعتبار أن الضمانات الأمريكية لا "تتعدى تصريحات أصحاب القرار، والتزامات شفهية".
ورأى في الوقت نفسه أن أهم الضمانات لعدم انسحاب أمريكي لا يقتصر على أن تكون تركيا البديل في شمال شرق سوريا، بل يترتب عليه "تمدد إيران عبر إعادة سيطرة النظام في الوقت الذي نشهد فيه تقارباً تركياً - إيرانياً"، ومن جهة أخرى "عودة نشاط تنظيم داعش"، وهو أمر "لا تقبله الولايات المتحدة".
وقال إنه على الرغم من الزيارات التي تقوم بها قيادات أمريكية إلى شمال وشرق سوريا، والاتصالات المكثفة لتطمين القيادة الكردية، وإرسال التحالف تعزيزات عسكرية أسبوعية، إلا أن "قسد لم تعد تثق بالولايات المتحدة رغم كل الوعود"، مضيفا إن "قسد حاولت الحصول على ضمانات لكن لم نحصل إلا على وعود شفهية".
وكشف القيادي الكردي، أن "قسد" طلبت من التحالف "العودة إلى قواعده في الرقة وعين العرب (كوباني)، نظراً لعدم ثقتنا بالروس، إلا أن التحالف أكد إن قواته لن تعود"، وهو ما يترك باب الشكوك من التواجد الأمريكي في سوريا مفتوحا.
وأشار القيادي إلى أن التحالف "يقوم حاليا بتوسيع قواعده العسكرية في كل من الشدادي جنوب محافظة الحسكة وتل بيدر استراحة الوزير في شمال الحسكة".