بلدي نيوز – حلب (حسام محمد)
تعتبر منظمة الدفاع المدني في غالبية المناطق المحررة أحد أهم أعمدة الحياة، ففرق الدفاع المدني دائماً تكون أول الحاضرين مع أي غارة جوية ينفذها الروس أو طيران الأسد، ويقدمون خدمات جليلة لملايين السوريين، وقد يبذلون حياتهم في بعض الحالات ثمناً لإنقاذ حياة الأخرين.
في حادثة جرت مطلع شهر تموز الحالي، هاجمت طائرات النظام السوري في غارة جوية إحدى المؤسسات المدنية العاملة في المجال الإغاثي في ريف حلب الغربي، فتدمر مبنى الجمعية بشكل شبه كامل، دون وقوع شهداء بين الكادر العامل، إلا إن مبنى الجمعية الإغاثية كان يحتوي على مبالغ مالية كبيرة مقدمة من منظمات داعمة للشعب السوري.
الناشط الإعلامي في وكالة ثقة العاملة في حلب "محمد نور" قال لبلدي نيوز: "الهجوم الجوي على مبنى المنظمة الإغاثية في ريف حلب الغربي حصل في الأول من الشهر الحالي، ونتج عن القصف حرائق في المكان، الأمر الذي دفع بفريق من الدفاع المدني إلى التوجه لمكان الحريق بغية إخماده".
ويضيف: "بالفعل قام فريق الدفاع المدني بإخماد الحرائق الناجمة عن القصف الجوي، وأثناء تفقدهم مكان الحرائق للبحث عن مصابين أو جرحى جراء القصف، عثروا داخل المكان الذي أخمدت النيران بداخله على مبالغ مالية كبيرة تبعثرت جراء القصف دون أن تمسها النيران".
فقام فريق الدفاع المدني بتجميع الأموال في صناديق بلاستيكية خاصة، ومن ثم قاموا بجرد الأموال التي عثروا عليها، ليتبين بأن إجمالي المبلغ المعثور عليه هو 154 مليون ليرة سورية، ومن ثم قام فريق الدفاع المدني بتسليم الأموال إلى النقطة الأمنية المسؤولة عن المكان، ومن ثم صار إلى تسليم الأموال كاملة إلى الجمعية الإغاثية وفق محضر رسمي حضره شهود وعدد من الشخصيات.
الدفاع المدني الذي يسمى بـ "أصحاب القبعات البيضاء" أثبتوا في الحادثة الأخيرة أن الدفاع المدني هم من أصحاب الأيادي البيضاء الناصعة، من خلال حفظهم للأمانة ومراعاة الحقوق العامة منها والخاصة.
ويعتبر الدفاع المدني في سورية إحدى أهم الجهات الثورية التي أنشئت في عهد الثورة السورية، وخضع العاملون في الدفاع المدني لدورات مكثفة في طرق الإسعاف الأولية وكيفية معالجة الحرائق، وكذلك أعمال رفع الأنقاض والبحث عن الجثث، فيما يحظى الدفاع المدني في عموم المناطق المحررة باحترام كبير بين كافة السوريين.