بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
تناقلت وسائل إعلام مقربة من ميليشيا (PYD) بياناً لتنظيم مسلح يطلق على نفسه "منظمة جارجرا المسلحة"، هدد قيادات المجلس الوطني الكردي في سورية بـ "اجتثاثهم"، على حد وصف البيان. واتهم بيان المنظمة المسلحة قيادات "المجلس الوطني الكردي، بأنها "تضر بقضية الشعب، وتقدم خدمات مجانية لمن سمتهم بمحتلي أرض كردستان".
ورداً على البيان، قال القيادي في الحزب "اليساري الديمقراطي الكردي" وعضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية صالح كدو "في حال ثبت وجود حقيقي لهذه المنظمة على أرض الواقع، لكون هنالك من يرى بأن هذه المسألة ربما تكون وهمية وأنها عبارة عن محاولة ابتزاز تستهدف إرباك المشهد السياسي في (كردستان سورية) ليس إلا، فإن هذا يعني أن العلاقات الكردية - الكردية في سورية، سوف تصل إلى تصعيد غير مسبوق".
كلام رأى فيه مراقبون إشارة واضحة واتهاماً صريحاً للميليشيات الكردية المقاتلة على الأرض، وتحذيراً من أي اغتيال يطال أعضاء وقادة الحزب المعارضين لسياسة الميليشيات الكردية.
بدوره يرى الصحفي السوري سلطان الحسين، المختص بالشأن الكردي، أن ظهور هذه الجماعة التي تدعي المحافظة على ما أسمته "مصلحة كردستان"، والتهديدات التي أطلقتها بحق أحزاب المجلس الوطني الكردي، إنما تهدف من ورائها جماعات لطالما انتهجت سياسة التصفية لكل مشروع يتعارض مع سياساتها، وهنا نعني جماعات محسوبة على حزب الاتحاد الديمقراطي، على الرغم من إشراك الإدارة الذاتية بالاستهداف، ويؤكد الحسين بحديثه لبلدي نيوز أنه "لا دليل على ذلك أكثر من تبني وسائل إعلام مقربة ومحسوبة على الإدارة الذاتية، للخطاب الذي ظهر إلى العلن، من مجموعة تطلق على نفسها هذا الاسم، حيث تهدف الإدارة الذاتية إلى تبرير عمليات اغتيال ستشهدها الساحة السياسية الكردية في وقت لاحق".
ويضيف: "ثمة تشابه حد التطابق بين ما تسعى الترويج إليه الإدارة الذاتية، ممثلة بالاتحاد الديمقراطي، وصاحب الصولة والسطوة في الساحة الكردية، وبين ما عمد إلى تروجيه النظام في وقت سابق وربما طوال سنين الثورة، من خلق كيانات وتنظيمات وهمية، الهدف منها إثارة الإرهاب والرعب وتصفية حسابات بأسماء وهمية"، ويشير الصحفي السوري إلى "حالة التلقف"، التي تتعمد وسائل الإعلام المحسوبة على حزب الاتحاد الديمقراطي نشرها، والتقاط مثل هذه البيانات وتصديرها إلى الرأي العام، فهي - إن صح التعبير - خير دليل على عمق الصلة بين الجهتين، والتي تبدأ من التخطيط إلى الترويج والتنفيذ نهاية، على حد وصفه.
ويحذر مراقبون ومثقفون كرد تحولات كبرى قد تشهدها "الساحة الكردية" من خلال الاغتيالات وإلحاق الأذى بالمعنى الجنائي والسياسي لجهات لا تريد الإدارة الذاتية أن تكون شريكا في المستقبل، والتخلص من شخصيات كردية معروفة بوطنيتها تحت مسمى "مجموعات إرهابية"، خصوصاً أن الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي متهم بارتكاب جرائم قتل واعتقال ضد ناشطين وسياسيين كرد مناهضين لسياسته في عامودا والقامشلي وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها.