بلدي نيوز – حلب – (يمان الخطيب)
ربما قدّر على الحلبيين أن يواجهوا المعاناة بكافة أشكالها، فبعيداً عن القصف والاشتباكات تلوح في الأفق ظاهرة تبدو في غاية الخطورة، وهي ظهور نوعية جديدة من الجرذان يعتقد أنها من فصيلة "الجرذ البلجيكي" الذي يعدّ من أشد أنواع القوارض خطورة على الإنسان.
عوامل كثيرة أدّت لانتشار هذه النوعية من القوارض، لعلّ أهمّها تضرّر شبكات الصرف الصحي، وتهدم الأبنية نتيجة القصف والاشتباكات، فضلاً عن تحلّل جثث في مناطق التماس بين الثوار وقوات النظام، ويتعذر على كلي الطرفين انتشالها بسبب احتدام المواجهات، حسبما قال الناشط الإعلامي منصور حسين لبلدي نيوز.
قوارض تنتشر
ويضيف حسين "يكاد لا يخلو أيّ منزل من وجود فصيل من فصائل القوارض، ويعود ذلك لعدم مكافحتها بشكل جدي من قبل المجالس المحلية، وتقتصر المكافحة على مبادرات فردية من الأهالي.
وكانت جهات طبية في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار بحلب قد وثقت إصابة العديد من الأطفال بمرض الطاعون الخطير الذي يكون سببه عادة الاقتراب من مكبات النفايات، والتي تكون مكاناً مفضلاً للجرذان، الأمر الذي دفع أطباء أخصائيين لإطلاق تحذيرات بعدم السماح للأطفال باللعب قرب مكبات النفايات أو لمس أي شيء من الأرض.
حالات إجهاض
ظاهرة انتشار القوارض كبيرة الحجم كان لها آثار سلبية أخرى، وهي تسجيل حالات إجهاض لحوامل في أحياء حلب المحررة.
وتروي السيدة أم أحمد، وهي امرأة أجهضت في شهرها الأول، بعد تعرضها لهجوم من قبل جرذ ضخم الحجم، حيث تقول لبلدي نيوز "كنت عائدة أنا وزوجي للمنزل في ساعة متأخرة من الليل، وفوجئنا حين صعودنا درج المبنى الذي نقطن فيه وجود جرذ ضخم الحجم كان يأكل من كيس قمامة".
وتابعت أم أحمد "لم يكترث لوجودنا أبداً على عكس الجرذان التي اعتدنا على رؤيتها في الشوارع، حاول زوجي إخافته، لكنه بدل أن يهرب هاجمنا وقفز على ساقي محاولاً تمزيق السترة التي أرتديها".
وتضيف "غبت عن الوعي مباشرة ولم أصحو إلا في المشفى، وقد أخبرني الطبيب أنني أجهضت بسبب الصدمة التي تعرضت لها".
مسؤولون في المجلس المحلي لمدينة حلب، أعربوا عن تخوفهم من انتشار هذه الظاهرة وتحولها لوباء يصعب مكافحته مستقبلاً، معلنين إجراء دراسة متكاملة لطرق مكافحة القوارض والحد من انتشارها لتقدم فيما بعد للمنظمات التي ترعى المشاريع الخدمية.