يعاني الطفل "يوسف" ذو العامين من آلام وحروق في جسده تمنعه من النوم منذ قرابة الشهر، ويطلب على الدوام من والده مساعدته على النوم ويقول له "بدي نام، بدي نام".
لا يدرك طفل دوما الصغير أنه فقد والدته وأخاه الأكبر جراء قصف قوات النظام على المدينة، وارتكاب المجازر فيها على مدار الأسابيع الفائتة، كل ما يريده هو النوم عله يكون عوناً له على نسيان أوجاعه وآلامه التي تكبره بعشرات السنوات.
حال يوسف لا يختلف عن حال أطفال سوريا عامة وأطفال الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل خاص، فكم من يوسف تألم وبكى بسبب إجرام الأسد وميليشياته؟ وكم من يوسف فقد أحد أعضاء جسده؟ وكم منه فقد أحد والديه؟ وكم منه استشهد تحت الركام؟
لن تستطيع النوم يا صديقي الصغير ما دام الضمير الإنساني نائماً منذ خمس سنوات، لن تستطيع الغفوة ما دام الشرق والغرب يمعنون النظر في جرائم بشار الأسد دون أن يحركوا ساكناً.