اعتادت بعض العائلات على السكن في المخيّمات بسبب قلّة الحيلة وفقر الحال، الأمر الذي جعلها تبحث عن مكان للمنامة يتوفّر به الأمان دون الاكتراث لأساسيات الحياة.
ولجأت عائلة أبو محمد، رجل خمسيني، إلى كهف صغير تبلغ مساحته قرابة 40 متراً، بعدما هرب من قريته التي لاقت ما لاقته من قصف طيران النظام.
مضيقة ومشقّة
نزح أبو محمد من قرية السرمانية في منطقة سهل الغاب إلى مناطق بريف اللاذقيّة، ووجد صعوبة في الحصول على خيمة من أحد المخيّمات الموجودة بالريف، الأمر الذي جعله يفكّر بالمنامة في جبال الساحل، وبعد بحثه مراراً وتكراراً وجد كهفاً يناسب عدد أفراد عائلته "أربعة أولاد اثنان ذكور واثنان إناث".
الكهف الذي استقرّ به أبو محمد برفقة عائلته لا تتجاوز مساحته الأربعين متراً، ممّا جعله يلجأ إلى تقطيع بعض أغصان الشجر من أجل بناء غرفة صغيرة عن طريق استعمال الأقمشة المتوفّرة لديه، فيما صنع مطبخاً صغيراً بجانب الكهف كي لا يضيّق عليهم مكان المنامة، وفرش منزله الكهفي بمعدات بسيطة مثل المدفأة والحطب وخزان للماء مثقوب بجوانبه بسبب شظايا إحدى البراميل التي سقطت بجانب منزله عندما كان بالقرية.
بعد مكوثه لفترة ليست بقصيرة بدأت تواجهه المشاكل الدوريّة، فهناك لا يتوفّر مكانٌ مناسب للبحث عن عمل لكن قام أبو محمد باصطحاب بعض الحيوانات مثل (أغنام – دجاج) كي يقوم بتربيتها بجانب كهفه الصغير من أجل سدّ بعض احتياجاته على الأقل.
تحررت ودُمّرت
وعند سؤال مراسل بلدي نيوز لأبو محمد عن سبب مكوثه في هذه الكهف، قال "قصفت قريتي من طيران النظام وأتت إحدى القذائف قرب منزلي، فأصيب أحد أبنائي، ودُمّر رزقي حيث كان لدي بقرتان أعتمد عليهما في كسب رزقي وقُتلتا بالغارة الجويّة، أخاف أن يصاب أبنائي بشيء، لذا جئت بهم إلى منطقة أكثر أماناً، وبعدما عجزت عن تأمين خيمة بسبب النقص الحاصل في المخيّمات جئت إلى هذا الكهف.
ويضيف "تحررت قريتي منذ نحو شهرين فذهبت لأطمئن على منزلي فتفاجأت بالدمار الذي حلّ به، وقد مسح عن الأرض بسبب الغارات الجويّة لكن خبر تحرير القرية قد أزال بعضاً من هذه المصيبة، خاصّة أنّنا كنّا نعاني أشدّ المعاناة بالريف والتي وصلت إلى منعنا من زراعة أراضينا أو حصادها من قبل قوّات النظام".
يعيش أبو محمد وعائلته في جبال الريف اللاذقاني بمنطقة نسبة الأمان فيها قليلة، لكن أبو محمد يرى فيه حلاً لحماية أولاده وعائلته من بطش وقصف طائرات النظام العشوائي في المنطقة.