"حازم قرفول".. كبش فداءٍ أم فاسد ذبـحـه اﻷسد على محراب "الليرة السورية"؟ - It's Over 9000!

"حازم قرفول".. كبش فداءٍ أم فاسد ذبـحـه اﻷسد على محراب "الليرة السورية"؟

بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

أصدر رأس النظام، بشار الأسد، مرسوما أنهى بموجبه تعيين حازم قرفول حاكما للمصرف المركزي، دون تعيين بديل له ولو بالوكالة لإدارة المصرف.

ولم يشر المرسوم إلى أسباب تلك الخطوة، وإنما جاء في نصه الذي نشرته وسائل إعلام النظام؛ "رئيس الجمهورية وبناء على أحكام القانون رقم /23/ لعام 2002 وتعديلاته، يرسم ما يلي: ينهى تعيين الدكتور حازم يونس قرفول حاكما لمصرف سورية المركزي الوارد بالمرسوم رقم /299/ تاريخ 24-9-2018".

فما خلفيات إقالة "قرفول"، وهل هي مقدمة لمرحلة انتعاش الليرة السورية، أم مجرد "بروباغندا"؟

ورقة محروقة

والملفت أنّ السنوات الفائتة من تاريخ استلام "قرفول" مهامه، وحتى تاريخ إقالته، لم يتعرض اﻷخير ﻷي هزّة إعلامية، أو حتى اتهام جزئي، ولم يتحمل أي مسؤولية عن تهاوي سعر صرف الليرة السورية، وإنما كانت أصابع اﻻتهام، توجه مباشرة إلى؛ "حيتان السوق وتجار مفسدين"، إضافة لـ"قانون قيصر".

وما إن احترقت ورقة "الكوتشينا" بموجب مرسوم اﻷسد، حتى تتالت وتصاعدت نبرة اتهام "قرفول" في التسبب بانهيار الليرة.

يذكر أنّ حازم قرفول استلم المصرف المركزي عندما كان سعر صرف الدولار 450 ليرة، بينما الآن تجاوز هذا الرقم بعدة أضعاف.

تحت حبل المشنقة

والمتتبع للصحف المحلية الموالية، بعيد إعلان اﻷسد، إقالة "قرفول"، يلحظ "الكم الهائل" من اﻻتهامات التي تم كيلها وكأنّ "مرسوم اﻷسد أتى بالذئب من ذيله".

كما أنّ الصحف الموالية، سارعت لتبرير المرسوم، وذكر موقع "سيرياستيبس" وموقع "الوطن"، نقلا عن مصادر موالية لم تسمها، قولها "الآن وبعد إعفاء حازم قرفول من مهامه حاكما لمصرف سوريا المركزي، فإنه من المهم الإشارة لدوره السلبي وتقصيره الشديد وربما لفساده، في عملية المواجهة بين الليرة والدولار، حيث إن قرفول يتحمل مسؤولية كبيرة في ارتفاع سعر صرف الدولار خلال العام الماضي".

وتابع المصدر (المجهول) الذي نقلت عنه الصحف الموالية، "حيث لم يمتلك الجرأة والمسؤولية ليأخذ إجراء تقنيا يكبح ارتفاع الدولار، كما أنه كان يرفض المقترحات المفيدة التي كانت تطرح لتقوية الليرة وتعزيز قدرتها أمام الدولار بحجة أنها مقترحات غير صحيحة".

وأضاف "وبالتالي فإن قرفول لم يمتلك حتى فكر المبادرة، ولم يمتلك تقنية التفكير الصحيح في مجاله المالي والمصرفي".

ووفقا للمصدر ذاته "سمح قرفول أيضا لتجار كبار (ستتم محاسبتهم) بأن يأخذوا قروضا كبيرة تصل إلى مئات المليارات من الليرات السورية من دون أن يتم استثمارها في أعمال صناعية أو تجارية على أن يقوموا بتسديد هذه القروض بقيمة أقل من قيمتها الفعلية بعد عدة أشهر، بعد أن يكون الدولار قد ارتفع وانخفضت قيمة الليرة. لم يكلف حازم قرفول نفسه بتتبع أين تذهب القروض، هل كانت تذهب للغاية التي سحبت من أجلها أم إنها كانت تذهب للمتاجرة بالدولار وبسعر الصرف؟".

وبحسب المصدر المجهول ذاته، فإن "المشكلة الأكبر أن قرفول كان دائما يتمسك بفكرة أنه من الصعب مواجهة الدولار حتى تم إقصاؤه عمليا وتجميده خلال الأسابيع الأخيرة وتشكيل لجنة برئاسة نائبه وأعضاء من مجلس النقد والتسليف وخبراء ماليين قدموا مروحة من المقترحات نتج عنها تخفيض سعر الدولار خلال الأسابيع الماضية في السوق السوداء من 4800 إلى 3100 ليرة الآن".

أما موقع "سيريا ستيبس"، فاتهم قرفول بأنه سمح لتجار كبار، بأن يأخذوا قروضا كبيرة تصل إلى 500 مليون أو مليار ليرة.

والواضح أنّ الصحف المحلية الموالية، تسارعت في نصب "مشنقة" الـ"قرفول" الذي سبق ووصفته بأنه رجل المرحلة، والذي استمد اسمه من صفته وما شابه.

كبش فداء

ويعتقد محللون أنّ لعبة "الليرة السورية" وانهيارها، أتى لصالح "اﻷسد" ذاته، فاﻷخير وجد الفرصة مواتية، لتبييض صفحته، قبيل ما يسمى بـ"اﻻنتخابات"، وضرب على الوتر الحساس في معيشة الناس، بعد تقديمه "القرفول" كبشا للفداء، في مسلخ مشابه لما حدث على خلفية إقالة أبيه لرئيس وزرائه "محمود الزعبي"، وكما فعل بشار نفسه مرارا، وآخرها إقالة "عماد خميس" رئيس حكومته السابق.

هل هو فاسد؟

ويجمع مراقبون أنّ "اﻷسد" لم يستخدم شخصية "نظيفة" في مناصب رفيعة، وبشكلٍ يكاد يكون "مطلقا"، إﻻ أنّ إقالة وإعفاء تلك الرموز، تأتي متأخرة، وتمنح "اﻷسد" قوة وبريقا، وكأنه "الرجل الذي لا ينام على فاسد، وإنما يمهله دون إهماله".

ما مصير الليرة السورية؟

بالمقابل، يمكن توقع تحسن سعر صرف الليرة السورية، خلال اﻷيام القادمة، إﻻ أنه لا يمكن المراهنة على تحسنها أو عودتها إلى الوراء، ما لم تصل البلاد إلى "حل سياسي" واضح و"شامل"، ويبدو من خلال بعض المؤشرات، وتهافت بعض الدول العربية لتقديم أوراق اعتماد سفرائها لدى النظام، أنّ المسألة شبه قريبة، وتعويم النظام وعلى رأسه اﻷسد، ممكن.

وقيمة الليرة مرهونة بعودة اﻹنتاج، وتحسن الميزان التجاري، واﻻستقرار السياسي، وليس إعفاء أو إقالة "قرفول" وﻻ غيره، وفق محللين.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا