بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
أقبل شهر رمضان من جديد على النازحين في المخيمات شمال غرب سوريا، في ظل غياب ملامح الفرح والسعادة عن وجوه معظم الأهالي، بسبب سوء الأحوال المعيشية وانعدام فرص العمل وذكريات الماضي وتفاقم المعاناة الإنسانية، التي افقدت النازحين القدرة على التحضير والتجهيز كما في السابق لاستقبال رمضان وطقوسه، التي اعتادوا عليها في الشهر الكريم.
"أبو أحمد" نازح من ريف مدينة معرة النعمان، قال لبلدي نيوز "بدلا من الشعور بالسعادة والفرح بقدوم رمضان أصبحت أشعر بالخوف على أطفالي وأسرتي، فلشهر رمضان تحضيرات خاصة ومصاريف كبيرة لم أتمكن من تأمينها في ظل هذه الظروف المعيشية القاسية التي نعيشها في مخيمات الشمال السوري وانعدام فرص العمل".
وأضاف "أبو أحمد"، "ليس فقط شعور الخوف الذي بات يسيطر علي بل الحزن على ذكريات الماضي التي كنا نعيشها في مثل هذا الشهر الكريم في مدننا وقرانا التي هجرنا منها قسرا على يد النظام السوري وحلفائه، حيث كانت لمة الأهل والأقارب وطقوس العبادة وعادات، وسهرات المقاهي، كل ذلك أصبح من الماضي".
ولفت إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضار والفاكهة والمحروقات، أنهكت كاهل النازحين وزادت من معاناتهم، إضافة إلى المعيشة في خيمة لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف.
أما "أم إبراهيم" فهي معيلة لأربعة أطفال أيتام فقدوا والدهم بقصف طائرات النظام السوري على ريف إدلب الجنوبي في وقت سابق، عمر أكبرهم 12 عاما.
تقول "أم إبراهيم"، إنها تخرج من خيمتها في كل صباح وتتوجه للعمل في تنظيف منازل عدد من سكان المناطق المجاورة للمخيم بريف إدلب، بغية جمع ما تيسر من المال لشراء ما يسد رمق الأطفال الأربعة من طعام وشراب.
وفي اليوم الذي لا تعمل به "أم إبراهيم" لا يأكل أطفالها، حيث لا دخل لهم سوى مرتب والدتهم الذي تجمعه من عملها في تنظيف منازل المدنيين، فكيف سيكون حال شهر رمضان وطقوسه التي فقدها معظم السوريين.
لم تكن حالة "أم إبراهيم، وأبو أحمد" الوحيدة التي فقدت فرحة قدوم رمضان، بل هي حالة مئات آلاف المهجرين الذين يعيشون الحال نفسه، وبات أملهم الوحيد عودة كريمة وعاجلة إلى ديارهم دون حكم نظام بشار الأسد وشبيحته وحلفاؤه الروس والايرانيين الذين يمارسون أقسى وأبشع أنواع الظلم بحق المدنيين في مناطق سيطرتهم ويتحكمون بجميع مفاصل الحياة.