new York times- ترجمة بلدي نيوز
دعا العشرات من الدبلوماسيين الأمريكيين في وزارة الخارجية وغيرهم من المسؤولين من المستوى المتوسط، لتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الأسد في سوريا، وذلك في مسودة مذكرة المعارضة التي قدمت إلى القيادة العليا في وزارة الخارجية الأمريكية، وقدمت الوثيقة إلى صحيفة نيويورك تايمز، من قبل مسؤول بوزارة الخارجية بشرط أن لا يتم نشر أسماء الموقعين عليها.
العنوان: قناة المعارضة: السياسة في سوريا
1- فيما يلي رسالة المعارضة من مسؤولي قسم الخارجية المذكورين أعلاه إلى مدير تخطيط السياسات (S-P)
2- نحن مسؤولو وزارة الخارجية الذين شاركوا في استجابة الحكومة الأمريكية للأزمة السورية في قدرات متفاوتة، على مدى السنوات الخمس الماضية، وعلى الرغم من جهود وزير الخارجية للتخفيف من تصعيد العنف والمضي قدماً في المسار السياسي، نعتقد بأن تحقيق أهدافنا سيكون بعيد المنال إذا كان ذلك لا يشمل استخدام القوة العسكرية كخيار لفرض وقف الأعمال العدائية وإجبار النظام السوري على الالتزام به وكذلك للتفاوض على حل سياسي بحسن نية، إن انتهاكات الأسد الممنهجة ضد الشعب السوري هي السبب الرئيسي لحالة عدم الاستقرار التي لا تزال تقبض على سوريا والمنطقة على نطاق أوسع، لا أحد منا يرى، أو رأى الجدارة في الغزو الأمريكي على سوريا في نطاق واسع، أو انهيار مفاجئ لسقوط المؤسسات السورية. ولكننا نرى أن ثمة جدوى في استخدام دور عسكري أكثر للولايات المتحدة في سوريا، على أساس الاستخدام الحكيم للمواجهة والضربات الجوية، والتي من شأنها أن تكون الأساس في الدراسة والقيادة الأكثر تركيزاً لدعم العملية الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة، والاستفادة من مجموعة دعم سوريا الدولية لإنهاء القتل الجماعي اليومي للمدنيين والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، وإقناع الأطراف المتحاربة بتقديم تنازلات ضرورية على طاولة المفاوضات.
وتعزيز دور قوات الثوار المعتدلة في هزيمة تنظيم "داعش"، كذلك سيساعد تلك الإجراءات بشكل أوسع في وضع حد لعدم الاستقرار، والذي يولد الصراع.
- إن بدء هجوم عسكري رداً على الانتهاكات الفظيعة لوقف إطلاق النار، من قبل نظام السوري، يرفع من خسارات النظام كما يعزز آفاق التوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي، وذلك دون أن تتعرض المدن للقصف، وتسد الطرق أمام قوافل المساعدات الإنسانية، كما ستؤدي إلى عملية دبلوماسية أكثر جدية، التي تقودها الولايات المتحدة.
وتفعيل وقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد في نضوج العملية السياسية، في حين نمارس الضغوط لتشكيل هيئة حكومية انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة، والتي يمكنها البدء في إعادة بناء سوريا والمجتمع السوري، بمساعدة كبيرة من المجتمع الدولي.
وبوجود الانتكاسات الدبلوماسية المتكررة للسنوات الخمس الماضي، بالإضافة إلى سخرية الحكومتين الروسية والإيرانية في نشرهم المزعزع للاستقرار للقوات العسكرية المهمة في دعم نظام الأسد، نعتقد حالياً أنه لا وجود لأسس ديمومة وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات لاحقة.
- بينما تزداد محصلة الوفيات إلى أكثر من 400،000 قتيل، فإن مئات الآلاف من المدنيين لا يزالون في خطر محدق من حصار النظام، كما أن أكثر من 12 مليون شخص قد نزح من منازلهم، حيث كانت محصلة السكان تقدر قبل الحرب ب 23 مليون نسمة، إننا نعتقد أن المبرر الأخلاقي يوجب علينا اتخاذ خطوات لإنهاء حالات القتل والمعاناة في سوريا، وبعد خمس سنوات من الحرب الوحشية، إن هذا الواجب الأخلاقي واضح ولا يستدعي أي شك.
إن تصرفات النظام تؤدي بشكل مباشر إلى عدم الاستقرار على نطاق أوسع كما تلقي على النظام الدولي مسؤولية حماية المدنيين، ومنع ذلك الزخم من الفظائع، والمساءلة إزاء تلك الانتهاكات الجسيمة، إن تلك لضرورات استراتيجية توجب اتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد لإراقة دماء الكثيرين.
- قبل كل شيء فإن النظام وبقيامه بتكتيكات تستهدف بأغلبية ساحقة المدنيين (البراميل المتفجرة والغارات الجوية على المدن) لتحقيق أهداف معركته، وتقويض دعم المعارضة السورية المعتدلة، فإن إعاقة أو إيقاف مثل تلك الفظائع سيقوم ليس فقط بإنقاذ أرواح الكثيرين، ولكنه سيعزز أيضاً من أهدافنا السياسية، بينما وفي حين يحافظ النظام على تلك الميزة، فذلك لن يثني الأسد عن مقاومة تقديم أي تنازلات، والتي تسعى إليها تقريبا جميع فصائل المعارضة السورية، وكذلك الجهات الإقليمية الفاعلة، لذا فإن تحويل المد والجزر في الصراع ضد النظام، يزيد من فرص تحقيق السلام، عن طريق إرسال إشارة واضحة للنظام ومؤيديه أنه لن يكون هنالك أي حل عسكري للصراع.
- يجب على الولايات المتحدة أن تأخذ دوراً أكثر حزماً في حماية والحفاظ على المجتمعات والأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وذلك من خلال الدفاع عنهم من سلاح جو الأسد ومدفعيته، والذين سيقدمون فرصاً أفضل لهزيمة تنظيم "داعش" في سوريا، حيث أن احتمالات دحر
تنظيم "داعش" من تلك الأراضي التي يسيطر عليها باتت صعبة دون وجود دور للعرب السنة، والذين يستمر النظام في قصفهم وتجويعهم.
إن واقع التحالف مع نظام الأسد في مكافحة تنظيم "داعش"، لن يضمن النجاح، إذ أن جيش الأسد الآن في وضع منهك ومستنفذ، في حين أن مقاتليYPG الأكراد لن يتمكنوا، مطلقاً وهذا من الطبيعي أن يستطيعوا بسط قوتهم وسيطرتهم على التضاريس التي تقع في عمق المناطق غير الكردية، وبشكل حاسم لأن العدد الكبير لسكان سورية السنة يعتبرون نظام الأسد العدو الرئيسي في الصراع، وإذا أردنا أن نبقى ملتزمين بمكافحة تنظيم "داعش" في بلاد الشام، وذلك دون استخدام أي قوة برية، فإن أفضل خيار هو حماية وتمكين المعارضة السورية المعتدلة، في حين أن التغاضي عن الانتهاكات الجسيمة المستمرة لحقوق الإنسان من قبل نظام الأسد ضد الشعب السوري، سيقوض سواء معنوياً أو مادياً، من وحدة مكافحة تنظيم "داعش"، ووجود تحالف قوي مع الشركاء العرب السنة.
إن الفشل في وقف الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها الأسد، ستقوم فقط بتعزيز النداء الأيديولوجي للجماعات مثل تنظيم "داعش"، وذلك حتى لو كانت مؤخراً تصاب بانتكاسات تكتيكية على أرض المعركة، ووحشية تنظيم "داعش"، لا تختلف عن وحشية نظام الأسد، المسؤول عن الغالبية العظمى لمئات الآلاف من الضحايا في هذا الصراع.
- إن وضع قيود حقيقية على قدرة النظام على قصف كل من القوات المقاتلة والأهداف المدنية بشكل لا لبس فيه سيكون له مباشرة أثراً في التخفيف من أزمة اللاجئين والنازحين، هذه الأزمة التي أثرت بعمق على جيران سوريا لسنوات، والتي تؤثر الآن على شركائنا الأوروبيين على المدى البعيد، والتي قد تعرض للخطر في نهاية المطاف طابعها المنفتح جدا والموحد، وتؤثر سلباً على مجتمعاتها الديموقراطية، وحتى في الولايات المتحدة كانت للأزمة في سوريا تأثيرات معينة، ومصداقية لأيديولوجيات متحيزة التي اعتقدنا انها فقدت مصداقيتها منذ سنوات، وعلاوة على ذلك، فإن الهدوء الذي سينشأ بعد إيقاف طائرات النظام الحربية ستركز على الحد من أهمية وجود قوات مسلحة، وتعزز دور المجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد، وفتح المجال لزيادة الحوار بين المجتمعات.
- لعل الأهم من ذلك، أن الموقف العسكري الأكثر قوة تحت قيادة الولايات المتحدة سيقوم بدعم ودفع مبادرة دبلوماسية جديدة، وتنشيطها، وعلى الرغم من وجود التفاني والجهود الجبارة التي تبذلها الجهات المعنية، فإن عملية وقف إطلاق النار الحالية والعمليات الدبلوماسية ذات الصلة، مفككة، وتكتيكية في طبيعتها إلى حد كبير، عوضاً عن كونها، جهداً دبلوماسياً يصب تركيزه بشكل متفرد ومنضبط، على غرار الجهود العملية المقررة لاستراتيجية مفاوضات إيران من قبل الولايات المتحدة بقيادة الوزير السابق شيرمان، وبدعم كامل من البيت الأبيض، والتي ينبغي اعتمادها لضمان امتثال النظام بوقف الأعمال العدائية، (أو آلية وقف إطلاق نار مماثلة) ومنع سقوط ضحايا من المدنيين، و(ثانيا) محادثات مسبقة تشارك فيها جهات فاعلة داخلية وخارجية، لتشمل الإيرانيين والسعوديين، لإنتاج حكومة انتقالية.
إن استخدام القوة العسكرية للولايات المتحدة، ستعمل على تعزيز امتثال النظام لوقف إطلاق النار وبذلك إنقاذ الأرواح، والتغيير من موازين المعركة، في 17 مايو أعلنت مجموعة دعم سوريا في بأنها تعتقد بأن النظام قام باستمرار بانتهاك وقف الأعمال العدائية، ونحن نوضح استعدادنا لفرض عواقب على نظام الأسد من شأنه أن يزيد من قوة الولايات المتحدة التفاوضية فيما يتعلق بجميع الأطراف والشركاء، لدفعهم للالتفاف حول قيادة الولايات المتحدة، ورفع التكاليف لأولئك الذين يواصلون عرقلة وجود نهاية دائمة للصراع، وإننا لا نطالب بالتوجه لمنحدر زلق قد ينتهي في مواجهة عسكرية مع روسيا، بدلاً من ذلك، نحن ندعو لتهديد واضح باستخدام الردود العسكرية الأمريكية، التي تستهدف النظام لانتهاكاته، وذلك للحفاظ على وقف إطلاق النار، وتطوير المسار السياسي، الذي عملنا بجد لبنائه.
- إننا ندرك بأن العمل العسكري في سوريا، ليس بحل سحري، وأن نظام الأسد قد يثبت مرونة معينة حتى في مواجهة الضربات الأمريكية، ونعترف أيضا بأن خطر حدوث المزيد من التدهورات في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا مهم أيضاً، وأن الخطوات العسكرية لا هوادة فيها لوقف قصف نظام الأسد على المدنيين السوريين، قد تسفر عن عدد من الآثار من الدرجة الثانية، ومع ذلك، فإن من الواضح أيضا بأن الوضع الراهن في سوريا سيستمر في تقديم النتائج الوخيمة على نحو متزايد، بالإضافة إلى كونه كارثة إنسانية ودبلوماسية، قامت بإبراز تحديات متعلقة بالإرهاب، إن خمس سنوات من الصراع، شكلت حجماً من النتائج التي طغت على جهودنا في التعامل
مع هذا الصراع، لا يمكن للولايات المتحدة أن تحتوي هذا الصراع باستخدام تيار السياسة فقط، وفي هذا الصدد، فإننا نعتقد اعتقاداً راسخاً أنه قد حان الوقت للولايات المتحدة، مسترشدة بمصالحنا الاستراتيجية وقناعاتنا الأخلاقية، بقيادة الجهود العالمية لوضع حد لهذا الصراع، مرة واحدة وإلى الأبد.