بلدي | إدلب (صالح أبو إسماعيل)
ضيّقت "جبهة النصرة" الحصار على مطار (أبو الظهور العسكري) بريف إدلب الشرقي مطلع العام الحالي، بعد تحرير قريتي تل سلمو، والحميدية قرب البوابة الرئيسية للمطار، أعقبها محاولات اقتحام لم يكتب لها النجاح، لأسباب مختلفة أهمها شدة تحصين المطار بالنظر لموقعه الجغرافي.
بعد اقتراب الثوار من أسوار المطار، الذي بات على مرمى نيرانهم، أسقطوا طائرة "اليوشن" مصدر الإمداد الوحيد للمطار، لتصبح السلل التي تحملها المظلات الملقاة من الطيران المروحي مصدر الإمداد الغذائي الوحيد.
"أبو عمر" قائد ميداني في "جبهة النصرة" قال في حديث لبلدي: "منعنا من اقتحام المطار الموقع الجغرافي له، فوجوده في مساحة جغرافية مكشوفة، حالت دون اقتحامه في المراحل الماضية، ويتم العمل على تجاوز هذه العقبة بحفر الخنادق في الخطوط المتقدمة".
وحاولت "النصرة"، التي تفرّدت بحصار المطار، الدخول إلى أسواره مرات عدة، نجحت منذ عدة أيام بالسيطرة على البوابة الرئيسية، وبعض (البلوكوسات)، ولكنها سرعان ما انسحبت منها في ظل القصف الجوي على المواقع التي سيطرت عليها.
بدوره الناشط "جابر أبو محمد" من أبناء المنطقة قال لبلدي: "تأخرت معركة (أبو الظهور) لعدة أسباب منها: وقوع المطار في منطقة سهلية، إضافة للتغطية النارية الكثيفة بالطيران، التي يلجأ إليها النظام في كل هجمة، والسبب الأهم هو استماتة قوات النظام بالدفاع عنه، لعدم وجود أي مجال للانسحاب أو الهروب".
كما أن كثيراً من المحللين العسكريين عزّوا تأخر الحسم بسبب انشغال "جبهة النصرة" مع فصائل "جيش الفتح" في معارك تحرير معسكرات قوات النظام في مدينة إدلب وسهل الغاب.
من جهته قال "أبو اليمان" محلل عسكري في اتصال هاتفي مع بلدي نيوز: "للمطار خاصية ربما لا تكون كغيره من معسكرات النظام، كون المساحات الشاسعة من الصحراء تمتد حوله بما يقارب 4 كم، فضلاً عن التحصينات المحكمة التي عززتها قوات النظام، بعد سلسلة محاولات الهجوم من قبل فصائل الجيش الحر في العامين الماضيين، إضافة إلى اكتساب عناصر المطار الخبرة عقب كل هجوم ومعرفة نقاط الضعف والقوة لتحصيناتهم".
غير أن المطار شهد انشقاقات عدة لعناصر وضباط خلال العام الحالي، كشفوا عن أعداد العناصر، إذ يبلغ عددهم من 400 إلى 450 بين ضباط وأفراد، عدا عن عدة رشاشات من عيار 23، إضافة لعدد من الدبابات والعربات المدرعة، ومدفعين من نوع فوزليكا، ومدفعين من عيار 130.
وتستند قوات النظام المحاصرة على الغارات في كل هجوم، حيث يقدر عدد الغارات بـ 150غارة، أثناء كل هجوم معظمها ليلاً.
ويُعدّ مطار "أبو الظهور"، الواقع بريف إدلب الشرقي، أحد أكبر المطارات في المنطقة الشمالية، وتبلغ مساحته ثمانية كيلومترات مربعة، وفيه مهبطين لطائرات ميغ 21 وميغ 23، ويتبع إداريًا للواء 14 المتمركز في حماة.