تحت ضربات تنظيم "الدولة" (الكيميائية)، نزحت مئات العائلات من مدينة مارع باتجاه مدن ريف حلب الغربي والأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار في مدينة حلب.
ولم يجد النازحون، سوى افتراش الأرض قرب الحدود السورية التركية، وذلك بعد المحاولات المتكررة من قبل التنظيم السيطرة على المدينة مستخدماً العربات المفخخة، وأسلحة تحتوي على غازات سامة، بحسب مصادر محلية.
في شهر كانون الثاني من العام 2014 كانت مدن وقرى ريف حلب الشمالي مأوىً لسكان مدينة حلب، الذين هربوا من القصف العنيف، الذي شنه النظام على الأحياء السكنية بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران الحربي.
وأصبحت اليوم معظم مدن الريف الشمالي منكوبة وخالية من سكانها، سيما بعد محاولة التنظيم حصار مدينة مارع والتقدم باتجاه بلدة تل رفعت المجاورة.
"أبو ياسر" أحد أهالي مدينة مارع أفصح لبلدي عن أسباب نزوحه من مدينته، ويقول: "كان التنظيم يستهدف مدينة مارع يومياً بقذائف المدفعية والهاون، لكن التطوّر الأخطر كان استهدافه المدينة بغاز الخردل السام، وسقطت إحدى القذائف قرب منزلي، ما أدى لإصابة عائلة كاملة بحالات اختناق وحروق".
ويتابع أبو ياسر "أخرجت عائلتي مسرعاً باتجاه الحدود التركية، وأعلم مسبقاً أنّ الجيش التركي لا يسمح لأحد بالاقتراب من الأسلاك الشائكة، إلّا أنّه لم يكن لدي خيار آخر"، مضيفاً "حاولت اجتياز الحدود ليطلق الحرس التركي الرصاص في الهواء ويأمرنا بالرجوع، فاضطررت أن أبيت ليلتي في البستان بين الأشجار على أن أتوجه إلى مدينة اعزاز لاستئجار منزل يأويني".
من جانبه أصدر مجلس محافظة حلب الحرّة بياناً، أعلن فيه ريف حلب الشمالي كاملاً منطقة منكوبة وطالب المنظمات والجمعيات الاغاثية تقديم المساعدات العاجلة لعشرات العائلات العالقة على الحدود.
كما وقّع أكثر من 200 ناشط وإعلامي في مدينة حلب بياناً تحت عنوان "رد الدين للريف الشمالي"، لتسليط الضوء إعلامياً على معاناة المنكوبين وجمع التبرعات لهم.
وبهذا الصدد يقول "خالد خطيب"، ناشط إعلامي وقع على البيان: "لطالما كان الريف الشمالي قبلة للمنكوبين والمهجرين من أحياء حلب، وجاء الوقت لرد الدين لأبناء الريف الشمالي، الذين كانوا سباقين دائما في إغاثة النازحين، سنستمر في هذه الحملة التي نهدف من خلالها إيصال صوت من هجرهم تنظيم الدولة من مدنهم وقراهم، ولاقت الحملة ترحيبا وتجاوباً من بعض المنظمات، التي قدمت معونات إغاثية وأقامت الخيم قرب الحدود مع تركيا".
يذكر أنّ إدارة معبر باب السلامة، أعلنت عجزها عن استقبال العائلات النازحة من الريف الشمالي، موضحة أن أكثر من عشرة آلاف عائلة سورية من مختلف المناطق تقطن في المخيمات المقامة قرب الحدود، وليس هنالك إمكانيات لدى إدارة المعبر لتأمين خيم للوافدين الجدد.