بلدي نيوز
اجتمع عميد كلية الحقوق بجامعة دمشق هيثم الطاس، مع مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في طهران، اليوم الأحد.
وقالت وكالة أنباء "فارس"، إن الطرفين بحثا تنمية التعاون بين البلدين في الشؤون العلمية والتعليمية والأبحاث وتبادل الاساتذة والطلبة بين جامعات النظام السوري وإيران، في مساعٍ إيرانية لغزو جامعة دمشق وتثبيت أقدامها فيها.
وأنشأت إيران قبل أسبوع مجمعا ثقافيا، رياضيا، ترفيهيا ضخما في بلدة الحجيرة بريف دمشق الجنوبي الشرقي، والتي تبعد كيلومترا واحدا شمال السيدة زينب معقل الميليشيات الإيرانية، و8 كيلومترات عن العاصمة دمشق، وأطلق عليه اسم "مجمع الشهيد العقيد هيثم سليمان".
ويشغل المجمع مساحة شاسعة من الأراضي على أطراف منطقة سكنية في البلدة التي لم يعد إليها إلا قلة قليلة من سكانها بعدما نزحوا منها بسبب الحرب، وتفتقر لوجود الخدمات الأساسية. ويبدو العمل فيه شبه منتهٍ؛ إذ يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة لافتتاحه.
وتمت إحاطة المجمع بسور ضخم رفعت عليه أعلام ميليشيات إيرانية عديدة وعلم النظام السوري، بينما تم تشييد غرفة كبيرة على بعد أمتار قليلة من مدخله يظهر في داخلها لوحة رخامية كتب عليها عبارات عدة، وثُبّتت فوقها صورة كبيرة تجمع بشار الأسد والمرشد علي خامنئي وقاسم سليماني الذي جرى تصفيته بغارة أمريكية على أطراف بغداد قبل أكثر من عام.
وعلى مدار 10 سنوات، تشن إيران حربا ناعمة على سوريا، ترغب من خلالها في توسيع نفوذها في دمشق حتى بعد انتهاء الحرب، وهي بخلاف الحرب العسكرية التي تشارك فيها مع النظام السوري ضد المعارضة.
وهذه الحرب تركز على نشر المذهب الشيعي في سوريا وتطوير وإنشاء المراكز التي تٌعرف باسم الحسينيات، ونشر اللغة الفارسية، وإنشاء المدراس التي تبث أفكار ولاية الفقيه.
فمنذ ثمانيات القرن الماضي، وإيران تسعى لتوسيع نفوذها من خلال سفاراتها، وقد دفعت العلاقات المميزة بين طهران ودمشق في السنوات الأخيرة إلى أن تصبح سوريا أبرز مركز للنفوذ الإيراني، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويتم ذلك من خلال الاتفاقيات التعليمة والثقافية بين البلدين، والتي وصلت إلى 11 اتفاقية، أخرها في نهاية شهر يناير الماضي، عندما وقعت وزارة التعليم السورية ووزارة التعليم الإيرانية مذكرة تفاهم لتبادل الخبرات والتجارب في المجالات العلمية والأكاديمية والتعليمية.
ومن المقرر أن تساهم هذه الاتفاقية والخدمات الفنية والهندسية التي ستوفرها في تطوير التعليم في كلا البلدين، في تطوير نظام البحث العلمي، وتوفير متطلبات التعليم المهني المختلفة، إلا أن إيران ستسعى من خلالها لنشر أفكارها بين طلاب المدارس والسيطرة على المدارس السورية.
تسعى طهران إلى نشر اللغة الفارسية بين السوريين لتكون اللغة الثانية لهم، ففي 2005، نجحت طهران عن طريق مكتبها الاستشاري الثقافي والسفاري، في افتتاح أول قسم للغة الفارسية في جامعة دمشق، تليها جامعتي حمص وحلب، وتبعها عدد كبير من الجامعات السورية في دير الزور وطرطوس.
وفي 2011، اعترفت وزارة التعليم العالي بكلية السيدة رقية لتدريس علوم الشريعة الشيعية العاملة تحت اسم المعهد العالي المشرق.
وتقوم الهيئة الاستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق وفروعها في باقي المدن السورية، بنشاط كبير في تعليم اللغة الفارسية، فقد بلغ عدد دورات اللغة الفارسية في مقر الهيئة في دمشق 100 دورة، وفي مركز اللاذقية 52 دورة.