بلدي نيوز – درعا (مهند الحوراني)
نشرت صفحات إخبارية موالية للنظام بينها صفحة "دمشق الآن"، ومواقع معارضة، خبراً مفاده قيام امراة من حي الكاشف بدرعا بإلقاء قنبلة يدوية على زوجها وأولادها إثر اكتشاف علاقة غير شرعية تربطها بأحد الأشخاص، وخوفاً من ردة فعل الزوج أقدمت على فعلتها، حسب ما روجت تلك الصفحات.
ولتبدو الرواية مستساغة منطقيا، فمكان حدث تلك الرواية يعتبر سجناً كبيراً، فكيف يمكن أن تحصل امرأة على قنبلة في منطقة قد يعتبر وجود سكين بجعبة أي شخص كفيلاً بأن يكلفه حياته؟ وكيف لها أيضا أن تستخدمها ضد زوجها وأطفالها؟ وكيف لها أن تكون بهذه السوية الأخلاقية التي وصفت فيها وسط مجتمع درعا المحافظ؟
إلا أن ما كان منطقيا، بحسب روايات شهود عيان من درعا على صفحات التواصل الاجتماعي، هو المضايقات التي كانت تتعرض له تلك السيدة من قبل أحد شبيحة حاجز "حميدة الطاهر" سيء الذكر بدرعا، حيث ابتدأت القصة عندما توجهت السيدة ن.ز مع ابنها الصغير الذي يعاني من رجفان أذيني، إلى أحد الأطباء بالقرب من حاجز حميدة الطاهر، وعند تسارع نبضات قلب الطفل خوفا من مشهد العساكر، قام عنصر الأمن بالاتصال بالطبيب وعرض الطفل عليه وقاموا بإعطائه علاجه اللازم.
عند الانتهاء لم تتوجه السيدة بأي عبارات شكر لهذا الشبيح، ليعرض عليها رقم هاتفه وإيصالها إلى بيتها، وعند رفضها ذلك تكلم معها بنبرة تصعيدية، فما كان منها إلا الاستجابة لطلبه اتقاء لشره، وعندما قامت بتغيير رقمها، تفاجأت بعد يومين بوصول ذلك الشبيح إلى حارتها في منظر استعراضي عسكري، ليقوم بطرق باب بيتها، فما كان منها سوى الدفاع عن نفسها بالاستنجاد بالجيران والمارة وبزوجها النائم في الغرفة، وعندما علم الشبيح بافتضاح أمره، قام مباشرة بنزع مسمار الأمان من قنبلة يدوية موجودة في جعبته، وإلقائها في جوف البيت عبر "منور الباب" . لتصاب هي وأطفالها بجروح.
ويبدو أن النظام الذي نجح في هدم البيوت على رؤوس أصحابها، يحاول إيجاد طريقة أفضل لهدمها من الداخل، باختلاق هكذا قصص محاولا إلغاء الصورة المحافظة البراقة عن مدينة لطالما اتصفت بالعادات والتقاليد والالتزام الديني.