بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تغيرت عادات الأشخاص في القراءة واتجهت "للوحات الإلكترونية الذكية" بديلا عن الكتاب الورقي، فيما اختار آخرون الحفاظ على الإمساك بورق الكتب وتقليبها.
ورغم تراجع عدد القراء ممن يقتنون "الكتب الورقية" بسبب الطفرة العلمية، وتأمين اﻷجهزة المحمولة لتلك الكتب مجانا في أغلب اﻷحيان، إﻻ أن تراجع القراءة عزاه البعض لسببين؛ ارتفاع ثمن الكتاب الورقي، وهو العامل اﻷبرز يتلوه مباشرةً، اﻻنشغال بهموم الحياة وظروفها في سوريا عموما.
ويرى الدكتور "محمد الشيخ" باحث اجتماعي؛ أن اﻻستغناء عن الكتب مستحيل؛ فهو البديل في هذه اﻷوقات والصاحب.
وقال "معظم الكبار في السن يفضلون حمل الكتب الورقية، لكتابة ملاحظاتهم على الهامش وتدوين ما يرغبون".
واعتبر أن ساعات تقنين الكهرباء في مناطق سيطرة النظام، دفعت من حافظوا على عادت القراءة، إلى اللجوء للكتب المطبوعة ورقيا.
وقال "يمكن القول أن ثمن الكتاب المرتفع يجبر الناس اﻻستغناء عن المطبوع، والتوجه إلى الكتاب الإلكتروني بصيغة PDF".
وكشفت الدكتورة "غصون"، طبيبة أعصاب أن معظم ما يدخل من مراجعين يعاني، من أرقٍ يتم تشخيصه كنتيجة طبيعية لكثرة استخدام اﻷجهزة المحمولة (لاب توب أو جوال)، إضافة إلى المصابين بآلامٍ في الرقبة والناتج عن استخدام الآيباد، أو حتى ما تعرفه من زملائها من أطباء العين، حيث يتم تشخص مشكلات الرؤية نتيجة الجلوس خلف الكمبيوتر والمعروفة بمتلازمة الحاسوب.
ويفضل الناس وفق الكثير من الدراسات، النمط التقليدي من القراءة رغم ما توفره "القراءة عبر قارئ إلكتروني، أو الجهاز اللوحي" من خياراتٍ أفضل من حيث اﻹضاءة واﻷلوان.
وربما يظن البعض أن كثيرا من السوريين، ﻻ يجد متسعا من الوقت للمطالعة، خاصةً في مناطق النزاع، وتحديدا في الشمال السوري، أو حتى تمنعهم الظروف المالية من شراء كتاب، وإن فرصة طباعة كتاب مهما كان حجمه، وما يحويه من أفكار، بات بعيدا عن عين النظام ويسهل اقتناؤه وتداوله.
ويقول "حسين" شاب من مهجري ريف دمشق، إنه يجد الفرصة ﻹشباع نهم القراءة، في كل شهر يقرأ كتابا، ويتبادل مع أصدقائه الكتب، وهذا يوفر الكثير من المال".
ويركز "بسام" على القراءة اﻹلكترونية، بين الحين واﻵخر، خاصةُ في الكتب التقنية والجاسوسية واﻷمنية، نظرا لكونه يحب مثل تلك المطالعات، وبحكم أنه يصنف نفسه "عسكريا مرابطا".
وينصح المختصون جميع من يطالع عبر "اﻷجهزة الذكية" جملة من النصائح، وهي "إغلاق العينين قليلا، وجعل النظر بعيدا عن الشاشة بين الحين واﻵخر، واستعمال النظارة المخصصة للقراءة من اﻷجهزة الذكية، وإغلاق جهاز الحاسوب قبل النوم بساعتين، فاﻷشعة أو الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يعيق إنتاج هرمون الميلاتونين من الجسم، ويسبب اضطرابا في النوم، وتفعيل الوضع الليلي في تطبيق القراءة، أو تثبيت برنامج على الجهاز ليخفف من الضوء في الليل.