بلدي نيوز
رثى الممثل السوري، جمال سليمان، المخرج السوري الراحل، حاتم علي على صفحاته الشخصية في "فيسبوك"و"انستغرام"، بكلمات مؤثرة.
وقال جمال سليمان: "صديقي الغالي، اليوم ودعك أهلك، وأصدقاؤك، ودمشق كلها، دمشق التي كنت تحبها، وتحب أن نستذكرها أنا وأنت، ونحن في غربتنا، دمشق التي صورتها كاميرتك في "الفصول الأربعة" وفي "عصي الدمع" بحب وحنان، كانت جنازة مهيبة تليق بك، وبما أنت، وما كنت".
واستحضر سليمان الذي كان قد مثل في العديد من أعمال المخرج الراحل، ذكريات أعماله وذكريات عائلته مع المخرج حاتم علي، قائلا "كانت محطتك الأخيرة في واحدة من أقدم بقع دمشق، في مقبرة الباب الصغير، بين باب الجابية والسويقة، وهي منطقة قضيت فيها طفولتي، وفي نفس المقبرة يرقد والدي ووالدتي رحمهما الله، ومما رأيت في الصور فأنت بجوارهما تماما، سيستأنسان بجيرتك، فهما يحبانك جدا، وشاهدوا كل أعمالك بشغف، ووالدي كان مغرما بأعمالك التاريخية، أما والدتي فقد كانت متعلقة بأعمالك المعاصرة بدءا من "الفصول الأربعة"، إلى "عصي الدمع"، ولم يمهلها الزمن لترى "العراب"، ولكن أكثر ما تعلقت به كان "التغريبة الفلسطينية"، وشاهدته مرات ومرات، دون كلل ولا ملل".
وتابع الممثل السوري حديثه حول ذكرياته المتعلقة بأعمال علي، بالقول: "أظن أن لذلك أسبابا كثيرة منها علاقة أبي صالح (شخصية رئيسية في مسلسل التغريبة الفلسطينية) بوالدته، فقد كنت أنا أيضا أكرهها، وعندما عصف الزهايمر بها في أواخر أيامها، ومن شدة تعلقها بالمسلسل، نسيت اسمي وأصبحت تناديني أبو صالح، وطبعا كما تعرف، لم أكن معها في تلك الأيام حيث أغلق باب وطني في وجهي، وكانت تنتظر عودتي وتسأل دائما، متى سيأتي أبو صالح؟ هل اتصل أبو صالح؟ وعندما كنت اتصل بها تسألني كيفك يا أبو صالح؟ وأنا اشتقت لك يا أبو صالح، وفي آخر يوم لها في دنيانا، استيقظت أختي فجرا على صوتها تنادي أبو صالح، يا أبو صالح… ثم طلبت كأسا من الماء، ولكنها لم تنتظر، فقد رحلت قبل أن تشربه، وقبل أن تلتقي بي ثانية".
واختتم جمال سليمان رسالته، قائلا: "يا أمي يا حبيبتي ها هو مخرج التغريبة بجوارك، للأقدار معان، أحيانا".
وتوفي المخرج حاتم علي، يوم الثلاثاء الماضي في القاهرة، إثر نوبة قلبية عن عمر 58 عاما، ووصل جثمانه إلى دمشق يوم الخميس، ودفن أمس الجمعة بمشاركة شعبية كبيرة من جمهوره في سوريا، الذي شيعه إلى مثواه الأخير، وعلي من مواليد بلدة فيق في الجولان السوري سنة 1962، نزح مع عائلته سنة 1967 وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، وسكن في دمشق ثم درس فيها بعد نيله الشهادة الثانوية.