بلدي نيوز
أعلن ما يسمى "المركز الروسي للمصالحة في سوريا" عن تعليق مرافقة الشرطة العسكرية الروسية للعربات المدنية في جزء من طريق "إم-4" بسبب ما أسماه "تصعيد الأوضاع".
وقال نائب رئيس المركز الروسي، اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك، خلال مؤتمر صحفي له، مساء الاثنين: "نظرا لتصعيد الأوضاع تم تعليق مرافقة الشرطة العسكرية الروسية لوسائل النقل المدنية في القسم من الطريق بين تل تمر وعين عيسى".
وأضاف أن المرافقة ستستأنف مع تسوية الأوضاع، مشيرا إلى أن الشرطة العسكرية الروسية تنفذ مهامها في نقاط المراقبة بالتعاون مع "العسكريين السوريين بهدف المساعدة في إحلال الاستقرار".
وطان نفى القائد العام للمجلس العسكري لمدينة تل أبيض والتابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، رياض الخلف، التوصل لأي اتفاق مع القوات الروسية بشأن مدينة عين عيسى.
وأكد الخلف في تصريح نشرته وكالة "هاور الكردية، مساء أمس الاثنين، أن جميع الأخبار والمعلومات المتداولة حول الوصول لأي اتفاق مع القوات الروسية "لا أساس لها من الصحة"، وأن خريطة السيطرة لا تزال على حالها عقب 6 أسابيع من التصعيد العسكري التركي.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تطورات جديدة على امتداد الحدود السورية التركية، من عين عيسى بريف الرقة وصولا لمدينة القامشلي في ريف الحسكة.
حيث أرسلت روسيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة القامشلي، بالتزامن مع تعزيز تواجدها في منطقة عين عيسى، وجاءت التطورات الأخيرة عقب عمليات اعتقال متبادلة بين "قسد" وقوات النظام في القامشلي، والهجوم من قبل الجيش الوطني السوري على نقاط حساسة بالقرب من عين عيسى في الرقة.
واستغلت روسيا التطورات الأخيرة بإرسالها قوات مقاتلة ومدرعات ومجنزرات وعربات ثقيلة وراجمات وطائرات مروحية إلى مطار القامشلي، وضمت التعزيزات نحو 500 عسكري روسي من مختلف الرتب، بالإضافة إلى استقدام ما يزيد عن 1300 مقاتل من الميليشيات المحلية المتعاقدة مع حميميم.
ولعل من أبرز التطورات السياسية عندما أبلغ "جيمس جيفري" المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط قوات "قسد"، أنها في حال أرادت الاستمرار بتلقي الدعم الأمريكي، عليها التخلي عن فكرة الانفصال عن سوريا وقطع توريد المواد النفطية وقطع علاقتها مع حزب العمال الكردستاني، وعدم استخدام الأراضي السورية لعمليات هجومية على الأراضي التركية.
وكان مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" الذراع السياسية لقوات "قسد" حمّل على لسان الرئيسة المشتركة له أمينة عمر، روسيا مسؤولية التصعيد في ناحية عين عيسى، وقالت "روسيا تحاول الضغط على قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لتسليم الناحية إلى قوات حكومة دمشق".
وتحظى بلدة عين عيسى بأهمية خاصة في خريطة الشرق السوري، ولها موقع استراتيجي بارز بتموضعها على الطريق الدولي "m4"، وإلى جانب موقعها الاستراتيجي تتميز عين عيسى أيضا بمكانة سياسية بالنسبة لمشروع "الإدارة الذاتية" في شرق سوريا، كونها تشكّل العاصمة الإدارية والسياسية للأخيرة، وفي حال سقوطها بيد "الجيش الوطني" والقوات التركية، أو حتى دخول قوات النظام إليها وإنشاء مربع أمني داخلها، فهذا يعني ضرب مشروع اللامركزية الإدارية في شرق سوريا بشكل كامل.
كما تعد عين عيسى الشريان الرئيسي لمناطق إدارة "قسد"؛ فهي تتحكم بشبكة طرق رئيسية توصل مدينتي عين العرب ومنبج بريف حلب الشرقي، وبلدة العريمة بريف الباب.