بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
تداول أهالي مدينة طفس بمحافظة درعا اليوم الخميس، وثائق ورقية تتضمن أسماء المطلوبين للالتحاق بالخدمة الاحتياطية في جيش النظام، عُلقت على أحد أبواب المساجد في المدينة، في سابقة هي الأولى في مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري، إذ لم يسبق أن تم إعلان أسماء مطلوبين للخدمة الاحتياطية في جيش النظام في أي من المناطق المحررة الخارجة عن سيطرته.
وفي حديث مع الناشط الإعلامي أبو حمزة الحوراني من المكتب الإعلامي في مدينة طفس، قال لبلدي نيوز:"إن من قام بتوزيع الوثائق في المدينة وتعليقها على باب المسجد هي جهة معروفة للجميع في المدينة، تتمثل في المجلس المحلي التابع للنظام، والذي مازال عمله مستمراً في المدينة حتى اليوم" حسب قوله.
وأضاف إن المجلس المحلي أو ما يسمى بمجلس البلدية التابع للنظام مازال عمله قائماً في المدينة إلى جانب عمل المجلس التابع للمعارضة، كلاً على حدة، على الرغم من أن المدينة محررة من قبضة النظام، مشيراً إلى أن عمل مجالس النظام محدود بالمقارنة مع عمل المجلس المحلي للمعارضة.
وتابع الحوراني قائلاً: "مجلس مدينة طفس ما زال قائما في منطقة معارضة، رغم تبعيته للنظام ويقوم بتقديم بعض الخدمات بشكل محدود جدا، مثل سند الإقامة وغيره من الأوراق البسيطة وبعض أعمال النظافة في حي البلدية فقط، إضافة إلى أن موظفي البلدية التابعة للنظام والذين هم من أبناء المدينة مازالوا على رأس عملهم ويتقاضون رواتبهم من النظام، وأن رئيس البلدية التابع للنظام مقيم ضمن مناطق سيطرة الأخير في مدينة درعا.
وعن سؤال لبلدي نيوز عن إمكانية اعتبار هذا الإعلان بمثابة حسن نية من مجلس مدينة طفس لحماية أبنائها من الاعتقال على حواجز النظام أجاب الحوراني: "لا أعتقد.. لأنه أصلا لا أحد يذهب إلى مناطق النظام ويمر على الحواجز إلا الموظفين المضطرين للذهاب لاستلام رواتبهم من مناطق النظام، حتى طلاب الجامعات تركوا دراستهم كي لا يمروا على الحواجز خوفا من الاعتقال، فاحتمال حماية الشباب هو احتمال ضعيف جدا جدا".
وختم الحوراني حديثه لبلدي نيوز بالقول: "رأيي بالموضوع هو استهتار واستهزاء بالمعارضة والفصائل الثورية، أن يقوم النظام بتعليق أسماء المطلوبين للاحتياط بجيش النظام في المناطق الخاضعة للثوار منذ زمن وعدم أخذهم على محمل الجد".
وأكد ناشطون أن الأهالي في المدينة توافدوا إلى المكان الذي علقت فيه القوائم الاسمية للبحث عن أسماء أبنائهم ضمن هذه القوائم، ومعرفة أسماء المطلوبين للخدمة الاحتياطية لدى النظام، دون أن تصدر أي ردود فعل رسمية لأي من الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة أو أي من الجهات المدنية المشرفة على إدارة المدينة.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة طفس من أوائل المدن التي نالت الحرية من قبضة النظام السوري في محافظة درعا منذ قرابة الثلاث سنوات، بعد معارك عديدة خاضها الثوار في المدينة ضد قوات النظام ليتمكنوا من السيطرة عليها جميعاً، وأبرزها حواجز الكتيبة وتل السمن بالقرب من المدينة.