بلدي نيوز - (خاص)
أثارت زيارة الشيخ "عبد الرزاق المهدي" إلى عفرين وتحديدا لقائد فصيل "سليمان شاه" (محمد الجاسم) الملقب بـ"أبو عمشة"، ردود أفعال متضاربة وتحليلات عدّة، وربط محللون بين الزيارة ومساعي تحرير الشام بالتمدد نحو كامل المنطقة الشمالية والشرقية لحلب وإخضاع مناطق عمليات "درع الفرات وغصن الزيتون" لإدارتها كليا، وإنهاء حالة الفلتان الأمني التي تعيشها، والتي روج لها العديد من المنظرين العاملين في صفوفها أبرزهم "الإدريسي والذهبي وغيرهم الكثير"، عبر طرح مقارنات وتفضيل أخرى، كان أحدثها في منشور للمنظّر "الذهبي" على قناته في تطبيق "تلغرام"، عندما قال: "إن من يدير المحرر بإدلب بالرغم مما وقع فيه من أخطاء إلا أنه الأنسب لإدارة كل المحرر وفرض السيطرة التامة ليس فقط على إدلب بل على كل ما هو ليس تحت سيطرة روسيا وإيران".
رسالة "المهدي"
يقول الباحث والكاتب السوري المختص بالجماعات الجهادية "عباس شريفة" لبلدي نيوز، "أعتقد أن زيارة الشيخ عبدالرزاق المهدي إلى مناطق سيطرة غصن الزيتون جاءت في سياق الدعوة للصلح التي أطلقها المدعو "أبو الفتح الفرغلي" مع فصائل الجيش الوطني، والتي سبقها زيارة "المحيسني والعلياني" لمنطقة غصن الزيتون وزيارة إحدى مقرات فيلق الشام التابع للجيش الوطني.
وأضاف "جاءت زيارة المهدي للمنطقة وتحديدا في مناسبة عزاء لقائد فصيل السلطان سليمان شاه "أحمد الجاسم" لإرسال رسائل ودّية تمهد لعودة المشايخ الذين اصطفوا سابقا مع تحرير الشام إلى إنهاء هذا الاصطفاف بعد أن فتحت تحرير الشام نفسها علاقة مع فصائل الجيش الوطني".
دعوة الفرغلي
ووجّه الفرغلي عبر قناته الخاصة في تطبيق "تلغرام"، في مطلع الشهر الجاري كانون الأول/ديسمبر، دعوة إلى ما أسماه "المصالحة العامة في الشام"، قائلا إن "أي نظرة لوضع الساحة الشامية الآن تدرك أنها أحوج ما تكون لمصالحة عامة بين جميع مكوناتها".
واعتبر الفرغلي حينها أن هذا الحل الوحيد للاستمرار والتقدم لتحقيق الهدف الأعلى، وإلا سيتم دفع الثمن باهظا، مشيرا إلى أنه لابد أن يقدموا جميعا بلا استثناء تنازلات مؤلمة من أجل المصالحة مهما كان الماضي مؤلما والحاضر أسود"، حسب تعبيره.
رسائل مبهمة
ورجّح الباحث السوري، "شريفة" خلال حديثه لبلدي نيوز، أن يكون هناك توجه لدى تحرير الشام في ضم مناطق درع الفرات وغصن الزيتون لسيطرتها بحجة ضبط الأمن، وأنه ربما تأتي زيارة المشايخ ضمن تمهيد الطريق للتغلغل التثقيفي في المنطقة، وأن هناك معلومات عن دخول بعض عناصر تحرير الشام للمنطقة وربما يقومون بتشكيل خلايا أمنية لاحقا"، وفق قوله.
واعتبر الباحث أن زيارة المهدي لا تخرج عن سياق زيارة عبدالله المحيسني، مضيفا "أرى أن المحيسني حاليا أبعد ما يكون عن تحرير الشام، وعلى خلاف. لكن تحرير الشام تريد أن تسبق المحيسني في الوجود والتأثير في المنطقة، من منطلق أنها منطقة مفسدين ويجب دعوتهم إلى الله، بنية الإصلاح".
ماذا علّق "جيش الإسلام"؟
وانتقد الشرعي في "جيش الإسلام" المدعو "عبد الرحمن كعكة" زيارة المحيسني لغصن الزيتون مؤخرا، في مقطع مرئي نشره على حسابه في موقع "تويتر"، وحذر منها وقال أنها تمهيد لصبغ مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات بالسواد تمهيدا لتسليمه للنظام وروسيا.
المحسيني في "غصن الزيتون"
وأثارت زيارة المحيسني لفرقة الحمزة التابعة للجيش الوطني، في الثاني من كانون الأول الجاري، استياء لدى هيئة تحرير الشام، واعتبرها موالون للأخيرة أن المحيسني يحاول تلميع صورة الجيش الوطني، ليرد عليهم المحيسني في منشور له ويقول إنه كان في زيارة من أجل عزاء الشرعي العام في "الجبهة الوطنية" و"فيلق الشام" عمر حذيفة، بوفاة والده وأخيه، ووفاة الإداري العام في "الفيلق" (أبو محمود).
وفي أيلول 2019، أعلن كل من الشرعيين السعوديين في "هيئة تحرير الشام"، والقاضي عبد الله المحيسني، والداعية مصلح العلياني، استقالتهما من "الهيئة".
أبو عمشة (سليمان شاه)
وينحدر المدعو محمد الجاسم، الملقب "أبو عمشة"، من إحدى قرى منطقة "السقيلبية" في ريف محافظة حماة، وهو قائد فصيل "سليمان شاه" والذي أُسس عام 2016، وينضوي تحت صفوف "الجيش الوطني السوري" ويتركز نشاطه في منطقة غصن الزيتون في عفرين شمال حلب.
ويعرف عنه بحصوله على دعم مباشر من قبل تركيا، الأمر الذي أعطاه سلطة مستقلة، ولا يخفي ولاءه لتركيا من خلال كلماته التي يلقيها في الاجتماعات وفي أثناء تخريج الدورات العسكرية، إذ يعتبر أن تركيا هي الداعم الأول والأخير للشعب السوري، وأن العلم التركي يمثل الأتراك والسوريين.
يُذكر أن في أيلول 2018، نُشر تسجيل صوتي للقائد العسكري العام لهيئة تحرير الشام، المدعو أبو محمد الجولاني، مع قائد قطاع إدلب، أبو الوليد (يعرف أيضا بأبي حمزة بنش)، ووصفا فيه الشرعيين بـ"المرقعين"، وأن عملهم الشرعي مقتصر على (الترقيع) فقط.