بلدي نيوز - إدلب (خاص)
انتشرت في الآونة الأخيرة فكرة الترويج للمصالحات مع نظام الأسد في مناطق مختلفة في إدلب، وهو ما يعيد سيناريو ريف حماة الشمالي قبل سيطرة النظام في عام 2019.
حيث شهدت مدينة معرة مصرين في ريف إدلب مع الشمالي صباح اليوم الثلاثاء، استنفارا أمنيا مكثفا وانتشارا واسعا للحواجز الأمنية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، تبعها اعتقالات طالت نحو 20 شخصا من سكان المدينة.
وقال مصدر لبلدي نيوز، إن "هيئة تحرير الشام" نشرت عناصر جهازها الأمني في مدينة "معرة مصرين" والطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إليها بشكل مكثف.
وأوضح المصدر أن الحواجز بدأت حملة تفتيش وتدقيق على معظم السيارات الداخلة والخارجة من المدينة، ولفت إلى أن الجهاز الأمني اعتقل نحو 20 شخصا من سكان المدينة بعد محاصرة ومداهمة منازلهم بتهمة الترويج للمصالحات.
ورجح البعض أنها مرتبطة بالعملية الأمنية التي اكتشفت "تحرير الشام" من خلالها يوم أمس دراجة نارية ملغمة.
تفسيرات
بعد عجز النظام وروسيا التقدم في محافظة إدلب عبر البوابة السياسية بعد الاتفاق مع تركيا من خلال اجتماعات سوتشي وأستانا، حيث تمت للروس السيطرة على جنوب طول طريق m4.
وذهب مراقبون لتفسير ماحصل اليوم في معرة مصرين في سياقات مختلفة، أولها لجوء روسيا إلى أسلوبها اللين والعزف على الوتر الداخلي بخرق صفوف المعارضة بفكرة المصالحة، عن طريق مروجي المصالحات والعملاء المتواجدين في الشمال المحرر.
ويرى أصحاب هذه النظرية أن ما ينعش هذه الفكرة هو قلة الموارد في الشمال المحرر، منها الوضع الاقتصادي المتردي وغلاء سعر مواد التدفئة والمواد الغذائية، حيث تستغل روسيا هذا الأمر للتنسيق للمصالحات.
وثانيا إثارة روسيا الفتن بين فصائل المعارضة وفي مقدمتها بين "تحرير الشام" والمدنيين من خلال إشعال الفتن وإثارة القلق والاضطراب وعدم الاستقرار في الشمال المحرر.
ويذهب آخرون إلى دعاية "تحرير الشام" بوجود مروجي المصالحات في عدة مناطق من ريف إدلب يهدف اعتقال المعارضين لها، وهو تفسير ضعيف في وقت يتواجد من يروج للمصالحات في عدة مناطق بإدلب حسب مصادر خاصة لبلدي نيوز.
سقوط المناطق والاعتقالات
ساهم وجود "مروّجي المصالحات" سابقاً في تسريع سقوط محافظة درعا بأيدي النظام السوري دون قتال، وتهجير المدنيين إلى الشمال السوري، وقيام النظام بعدها بشن حملات اعتقال بحق المدنيين الذين بقوا هناك وحصلوا على ضمانات لأمنهم.
وصعدت أجهزة مخابرات النظام السوري من اعتقالاتها في المناطق التي سيطرت عليها منذ عامين جنوب سوريا لتطال العشرات، بينهم قادة في فصائل المعارضة سابقا وقعوا على اتفاق المصالحة مع النظام.
ومن بين المعتقلين قائد لواء الكرامة التابع للمعارضة "محمد رشيد أبو زيد" الذي اعتقل في تلول الصفا بريف السويداء عام 2018، خلال مشاركته مع عدد من عناصره لدعم قوات النظام في معاركها ضد تنظيم "داعش"، حيث لم تشفع له تلك المشاركة.
واعتقلت مخابرات "نظام الأسد" في 23 مارس 2019، أحد أبرز مروّجي المصالحات مع النظام في ريف حمص الشمالي.
وأفاد ناشطون بأن المخابرات الجوية التابعة للنظام اعتقلت المدعو "منهل صلوح" عرّاب المصالحات الأول في ريف حمص الشمالي.
ويعد "الصلوح" القائد العام السابق لما يسمى "جيش التوحيد "الذي عمل بريف حمص في المرحلة السابقة هو المنسق والعراب الأول لتسليم ريف حمص الشمالي كاملًا إلى "نظام الأسد" برعاية روسيا.
وكانت مخابرات الأسد اعتقلت في سبتمبر/ أيلول عام 2019، عددًا من مروّجي المصالحات في ريف حمص في مدينة تلبيسة أبرزهم "عبد الرحمن الضحيك، وأحمد جمعة"، وهما قاضيَّان سابقان في المحاكم الشرعية".