سكان المخيمات تحت خطر تهدم الكتل الاسمنتية.. ما الخطوات لتفاديها؟ - It's Over 9000!

سكان المخيمات تحت خطر تهدم الكتل الاسمنتية.. ما الخطوات لتفاديها؟

بلدي نيوز - إدلب (مصعب الأشقر) 

شهدت بعض المخيمات شمال غرب سوريا خلال الشهر الفائت حادثة انهيار كتل سكنية حديثة الإنشاء بالتزامن مع سقوط الأمطار التي أغرقت مئات الخيم وشردت ساكنيها، ما أثار قلق العوائل النازحة خشية تهدم المساكن عليهم بعد فرارهم من جحيم الأسد وطائراته.

ويقول النازح من ريف حماة الشرقي والمقيم في مخيم الوادي غربي سلقين "سامر أبو محمد" لبلدي نيوز، إنه وعائلته قضوا ثلاث ليال متواصلة بسبب دخول مياه الأمطار إلى خيامهم المهترئة، والتي مضى أكثر من عامين على استلامهم لها دون تبديلها من قبل المنظمات.

ويضيف، لم تقتصر المشكلة على اهتراء الخيم وتسريبها للمياه فحسب، بل أدت الرياح إلى اقتلاع الخيم جزئيا، مما أدى إلى تشردنا أنا وأكثر من 150 عائلة حالهم لا يكاد يكون أحسن من حال أسرتي، منوها إلى أن المخيم التي تسكنها 400 عائلة معظمها نازحة من ريفي حماة الشرقي والغربي، لم تحصل على مستلزمات تدفئة الشتاء مما يزيد الوضع المعاشي سوء.

بدوره تحدث النازح "جلال أبو عبدالله"، إن الأمطار المتساقطة خلال الأيام الماضية أسفرت عن تهدم جزء من كتلته السكنية الواقعة في مخيمات دير حسان حيث أشرفت إحدى المنظمات على عملية بناء الكتل السكنية للمخيم.

ويضيف، كنا نعتقد أننا نجونا بأرواحنا من جحيم طائرات الأسد ليتهدم جزء من حائط الكتلة التي نسكنها وهبوط الشادر علينا بما يحمله من مياه الأمطار، مما أحدث حالة من الخوف لدى باقي العوائل في المخيم خشية تهدم الكتل السكنية وعدم صمودها في الشتاء.

وحول الأساليب الواجب اتباعها لتجنب غرق المخيمات شمال غرب سوريا أجرى مراسل بلدي نيوز اتصالا بالمهندس المدني "علاء جدوع" المختص بالمأوى الإنساني، والذي قال إنه يجب قبل إنشاء المخيم يجب معاينة طبيعة الأرض للحيلولة دون غرق المخيمات فالبناء في الوادي مثلا سيؤدي إلى تشكل السيول والانجرافات أثناء المطر الغزير.

وأضاف، أن البناء اليوم أغلبه على وجه الأرض على التراب مباشرة، وبالتالي لا يوجد رفع لأرضية الكتلة السكنية وخلو محيطها من البحص وغياب الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، بالتالي ستتجمع مياه الأمطار حول الكتل السكنية بالمخيمات ولتجنب غرق المخيمات يجب عمل خنادق مياه على جوانب الطرقات بحيث يكون الخندق بعرض 30 سم و عمق 40 سم على جانب الطريق الذي يجب أن يحوي على ميول ومواصفات هندسية من شأنها عدم تخزين المياه إذا تمت على أكمل وجه.

وأكد أن عدم وجود صرف صحي للمخيمات يؤدي إلى تجمع مياه الأمطار والصرف الصحي وبالتالي سيحدث له أثر سلبي كبير ومن الواجب العمل على الصرف الصحي ضمن الكتل الاسمنتية لتجنب تجمع المياه وإنتاجها لمشاكل عديدة.

ولفت إلى أن أغلب الخيم تبنى على أساس ترابي والمعروف أنه مادة نافذة للمياه وعند مرور المياه من جانب حائط الخيمة سيتشبع جدارها وداخلها بالمياه تبعا للخاصة الشعرية التي تنتقل فيها المياه عبر التراب والإسمنت، وعليه يجب العمل على خاصية العزل الذي يغيب اليوم عن مشاريع تنفيذ المخيمات.

وكانت 19 كتلة سكنية في مخيم شهداء ترملا انهارت بسبب تساقط الأمطار في مطلع تشرين الثاني من العام الجاري، بعد أن مضى على إنشاء المخيم أقل من 5 أشهر، في حين تشهد خيم قماشية واسمنتية شمال غرب سوريا حالات غرق وتصدع مستمرة تضع المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية أمام أكبر تحدياتها.

وكان فريق منسقو الاستجابة الطارئة ناشد في السادس عشر من الشهر الجاري المنظمات الإنسانية التحرك بشكل عاجل لتقديم المساعدات اللازمة للمدنيين ضمن المخيمات والتخفيف من معاناتهم المتكررة كل عام.

مقالات ذات صلة

"الدفاع المدني" يحذر سكان المخيمات من منخفض جوي

حريق يلتهم عشرات الخيم في "العريشة" بالحسكة

//