بلدي نيوز - (خاص)
تداولت منصات إعلامية موالية لنظام الأسد على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال الأيام القليلة الماضية، صوراً تظهر فيها قيام نظام الأسد بترميم بعض المدارس المدمرة في المناطق التي هجر نظام الأسد سكانها نتيجة عملياته العسكرية الأخيرة.
حيث أظهرت الصور قيام النظام بترميم مدرسة "حسين قسوم" في مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، ومدرسة "المحدثة الجنوبية" في مدينة اللطامنة بريف حماة، ومدرسة "وليد المحمد" في بلدة التح جنوبي إدلب.
عمليات الترميم الأخيرة جاءت بالتزامن مع زيارة المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) للشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعاصمة دمشق أول أمس الأحد، ولقائه مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد.
وبحسب ناشطين من أبناء المناطق سابقة الذكر، أن المناطق الأخيرة مدمرة بنسبة كبيرة تصل إلى حدود الـ 90% وخالية بشكل شبه تام من أي مكون بشري، باستثناء قلة قليلة من المزارعين الذين يقومون بزراعة حقولهم والعناية بها دونما أن يسكنوا في المناطق فيها لخلوها من أية مقومات الحياة، ما يثير الاستغراب من عمليات الترميم للمدارس.
عضو "هيئة القانونيين السوريين" المحامي عبدالناصر العمر حوشان قال في تصريح خاص لبلدي نيوز: "من خلال متابعتنا لهذه المشاريع نجد أنها تتم بتمويل خارجي إما عن طريق منظمات الأمم المتحدة و إما عن طريق المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية، أو التي تم تأسيسها في مناطق النظام، و كل هذه المشاريع وهذه المنظمات تحت إشراف الأمانة السورية للتنمية التي تترأسها أسماء الأسد، والتي أجبرت كل المنظمات على التعامل معها ومع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بهدف التحكم بالدعم و الاستفادة من الدعم الإنساني وتجييره لمصلحة النظام".
وأضاف، أن "هذه المشاريع في النهاية توفر على النظام تكاليف مشاريع الترميم وإعادة الإعمار من جهة، وإعطاء رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن البيئة أصبحت آمنة لعودة اللاجئين والمهجرين، وأن البنية التحتية اللازمة أصبحت جاهزة لعودتهم".
ومن جانب آخر قال لبلدي نيوز "عبدالله العبود" أحد الناشطين الإعلاميين بريف حماة الشمالي، إن "ما يقوم به نظام الأسد اليوم من ترميم وتجهيز للمباني الحكومية والمنشآت التعليمية في المناطق التي سيطر عليها العام الفائت و مطلع العام الجاري، ما هو إلا وسيلة لتلميع صورته أمام المجتمع الدولي، وما يؤكد ذلك أن هذه المناطق التي يعمل على تجهيز المدارس بها شبه خالية من السكان".
واعتبر "العبود" أن عمليات الترميم الأخيرة هي "حركة إعلامية" لنظام الأسد جاءت عقب مؤتمر اللاجئين في دمشق، لإيهام السوريين بأن المهجرين من المناطق التي سيطر عليها عادوا إلى مناطقهم، إلا أن الحقيقة تخالف مايتداوله إعلام النظام وقنواته الرسمية، لأن ريف حماة مدمر بشكل شبه كامل، وتنعدم فيه أدنى مقومات الحياة.
وكانت بلدي نيوز نشرت في تقرير سابق في 13 نيسان عام 2016 تقريراً تحدثت فيه عن عملية نصب واحتيال كبيرة لنظام الأسد على الأمم المتحدة بشكل عام وعلى اليونيسف بشكل خاص.
وفي تقرير سابق لـِ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، أكدت فيه أن نظام الأسد على مدار أكثر من تسع سنوات من الحرب في سوريا، استهدف وبشكل مباشر المؤسسات التعليمية والتربوية عمداً، وشن هجمات وحشية واسعة ومنهجية عليها.
وأشارت أن هجمات نظام الأسد على المدارس، استخدم فيها القنابل العنقودية والأسلحة الحارقة المحظورة دولياً، بالإضافة لاستخدام أسلحة دمار بدائية كالبراميل المتفجرة والقنابل العمياء.
ووثقت الشبكة 1292 مدرسة تعرضت للهجومب بين عامي 2011 و 2017، مؤكدةً أن أعداد المدارس التي تعرضت للهجوم تضاعفت خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وفي نهاية العام 2014 أصدرت الأمانة العامة للأمم المتحدة تقريراً يفيد بأن 4072 مدرسة في سوريا قد أقفلت ابوابها أمام الطلبة، أو تعرضت للضرر أو باتت تستعمل كمأوى للمدنيين أو مقراً عسكرياً أو أمنياً لأطراف الصراع في سوريا.