مقاتل في "فاغنر" يفجر مفاجآت عن حقيقة الميليشيا الروسية في سوريا - It's Over 9000!

مقاتل في "فاغنر" يفجر مفاجآت عن حقيقة الميليشيا الروسية في سوريا

بلدي نيوز 

كشف مقاتل سابق عن نشاط مجموعة ما يسمى "جيش فاغنر" الروسية، وكيفية عملها السري في سوريا، ويستعد المقاتل لإصدار أول كتاب له يشرح تفاصيل عمله، وكيفية طبيعة العلاقة مع قوات النظام والجيش الروسي.

وتحدث المقاتل "مارات جابيدولين" باسمه الحقيقي لشبكة "ميدوزا" الإعلامية الروسية عن طبيعة العلاقة داخل "فاغنز" في مخالفة واضحة لكل التدابير السرية المفروضة على كل من يشارك بهذه المجموعة، بحسب ما نشرت صحيفة "الشرق الأوسط".

لكن عند استعداد "جابيدولين" لإصدار الكتاب الأول الذي يشرح فيه التفاصيل الدقيقة لعمل المجموعة، وإرسال الكتاب للمطبعة في سيبيريا، أعلن عن سحب الكتاب من المطبعة وحظر نشره حيث تعد التفاصيل المنشورة أضخم تسريب لمعلومات سرية غاية في الخطورة.

هوية المقاتل السرية

انضم "جابيدولين" لمجموعة "فاغنر" في بداية أبريل/نيسان 2015، وبعد مرور أسابيع قليلة تم إرساله إلى سوريا ليتنقل في المناصب داخل الجيش من جندي إلى قائد سرية استطلاع خلال نشاطه في هذا البلد قبل أن يعود مصابا بجروح خطرة إلى سان بطرسبورغ للعلاج، مما دفعه لاحقا إلى التفكير بنشر مذكراته عن الحرب السورية.

وقال إنه بعد تجاوز مرحلة الخطر، "أردت أن أعيش بقية حياتي إلى أقصى حد، ونشأت حاجة أخرى علينا أن نقول للناس إن موضوع الشركات العسكرية الخاصة كان محاطاً بخداع كامل من جانب الجيش والسياسيين. العالم كله يعرف، وأنت تخفي الحقيقة عن شعبك".

السفر إلى سوريا

يقول "جابيدولين"، "عندما بدأت اجهز السفر إلى سوريا، أعجبني انفتاحهم ومباشرتهم بالحديث، حيث لم يخف أحد العواقب المحتملة التي ممكن أن تحدث".

وأضاف، "قالوا لنا بصراحة تامة، يا رفاق، أنتم متجهون إلى الحرب حيث توجد مصالح لدولتنا، استعدوا لحقيقة أنكم ستواجهون الموت هناك". وأشار إلى أن الهدف الأول في سوريا كان استعادة السيطرة على حقول النفط.

وأردف، "أريد أن يطلع "يفغيني بريغوحين" ممول المجموعة عن حقيقة ما يجري داخل "فاغنر" لعله يكون قادرا على إصلاحها، حيث أنه لا يعرف الكثير من الأشياء التي كانت تحدث في سوريا".

"تهافت المقاتلون بقوة في عامي 2015 و2016 وكان هناك من يقوم بسرقة الأموال من "بريغوجين"، فقط هو لم يرغب في الاعتراف بذلك، بطريقة ما كان لديه قناعة شديدة أنه كان يعمل بشكل جيد، لكن الحقيقة أن كل ما يجري كان مجرد سرقة، كانوا يشترون معدات لا تعمل، ولم يخدعه فقط أمراء الحرب في سوريا بل خدعه أقرب مساعديه"، بحسب ما ذكر المرتزق الروسي.

ويشير "جابيدولين" إلى أنه أراد أن يؤلف الكتاب علّ "بريغوجين" يقرأه ويعود إلى رشده ويدفعه للإصلاح فما يحدث في سوريا أهوال حرب، الجميع أصبح يعرف أن الشركات الخاصة للمقاتلين هي مجرد غيلان متعطشة للدماء، بسبب بعض الحمقى الذين التقطوا مقاطع فيديو وهم يطرقون بمطرقة ثقيلة أجساد هاربين (من الخدمة العسكرية في الجيش السوري) ويقطعون رؤوسهم.

وذكر "جابيدولين" أن قائد المجموعات العسكرية الخاصة لفاغنر "ديمتري أوتكين" هو الذي حثهم على القيام بذلك، من أجل ترهيب الفارين الآخرين المحتملين من قوات النظام، ويقول "كما قيل لي، فقد أمر أيضا بتصوير الفيديو ورفعه على الإنترنت حتى يتمكن كل عناصر قوات النظام من مشاهدته، حتى لا يهربوا".

كيف تدور المعارك في سوريا؟

يقول "جابيدولين"، إن "قائد مجموعات "فاغنر" في سوريا كان يتصرف كخبير تكتيكي واستراتيجي، ففي عام 2017، كان من المستحيل الاستيلاء على حقول النفط بهذه الأسلحة وكمية الذخيرة، لكنه أمر الجيش بالتقدم نحو حقول الألغام، حيث إذا استوليت على حقول النفط فستأخذ جائزة، كان يتصرف بعقلية رجل الأعمال وليس بعقلية القائد لهذا توقف الجنود على الوثوق بقادتهم، إضافة، لأخذ المكافآت المخصصة للجنود حيث القادة يأخذون لأنفسهم نصف المكافأة والفتات يتم توزيعه على الجنود، الفساد مستشري بشكل كبير".

وبالنسبة لمعركة تدمر الأولى، فبعد الاستيلاء الأول على تدمر، امتلأت المستشفيات في كل من حميميم وروسيا بجنودنا، وسأل الأطباء، من الذي يقاتل؟ الجيش أم الشركات العسكرية الخاصة؟

يضيف المرتزق السابق في ميليشيا فاغنر الروسية، "حصلنا منذ بداية عام 2017 على أسلحة منخفضة الجودة، كان الأمر مثيراً للاشمئزاز تماماً، فأنت تعلم أن مواطنيك يخوضون معركة لذا أمنحهم ما يحتاجون إليه حتى يبقى المزيد من الرجال على قيد الحياة".

لولا قوات "فاغنر" كان من المستحيل على القوات الروسية وقوات النظام الدخول لتدمر، حيث أن (الجيش السوري مؤسسة مترهلة تماما وليست قادرة على شيء).

ما علاقة ليبيا بالسوريين؟

ويشرح "جابيدولين" أنه في عام ٢٠١٩ تسلم أمر بإرسال السوريين من سربهم ويسمونهم (صيادي داعش) إلى ليبيا على وجه السرعة، وسألني الرائد، (هل الذين أرسلتهم يمكننا استخدامهم كمفجرين انتحاريين؟).

من هم صيادي داعش؟

يقول "جابيدولين"، إن "هذه كتيبة مجندة بالكامل من السوريين، ففي عام 2018 وأوائل 2019 عملت مستشاراً لهذه الكتيبة ودربتها، قبل ذلك تظاهر (الصيادون) بأنهم منخرطون في اشتباكات حقيقية، وتم الترويج لـمزاياهم القتالية على موقع تويتر، لكن في الواقع كانت دعايات إعلامية فقط، وتم تصويرهم في الأماكن التي سيطرنا عليها للتو بالفيديو والصور، التي ظهرت بعد ذلك على الشبكات الاجتماعية. كان الهدف أن يظهروا للعالم أن بعض الوحدات السورية وليس شركة عسكرية خاصة روسية تقاتل (داعش)".

ويضيف "في عام 2017 عندما أخذنا تدمر للمرة الثانية، ظهر (الصيادون) فجأة من الخلف وقاموا بالتصوير. كنا قد أنجزنا العمل ووصلنا إلى المطار ولم يأتوا إلا لالتقاط صورة".

أسوء المعارك "لفاغنر"

يقول "جابيدولين" إن "أسوأ معركة كانت ليلة 8 فبراير (شباط) 2018 على نهر الفرات (الضربة الأميركية على رتل فاغنر قرب دير الزور) حيث شعرت بالعجز. من يقاتل؟ أنا لم أرَ هذا الخصم! كان العدو هو الطائرات المروحية الأميركية، في ذلك الوقت كان لدي مدفع رشاش قصير، مخصص للقتال المباشر، لكن حتى لو كان لدي سلاح آخر، فلن أحصل على هذه المروحية. كنا عاجزين عن مواجهة شيء غير معروف سيطير الآن ويحطم رأسك".

ويكشف أنه قتل أكثر من 200 مقاتل من فاغنر وأصرت روسيا على عدم وجود جنود روس في الموقع.

ويختم "مارات جابيدولين" الذي يسمي نفسه "مارتين في سوريا" حديثه بأسى للشبكة الإعلامية الروسية أن هناك الكثير من الأخطاء والشجع والفساد لقي الكثير من أفراد مجموعتنا مصرعهم، نحن نخفي الحقيقة على أنفسنا، أشعر بالخجل من نسب قتالنا لمجموعات أخرى تنسب النصر لنفسها وهي لا تعرف شيء عن القتال.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

خسائر من قوات النظام بهجوم للتنظيم في الرقة

"التنظيم" يكشف عن عملياته شرق سوريا خلال الأسبوع الماضي

تمهيداً لإخراج عائلات من المخيم… وفد عراقي يزور مخيم الهول

احتجاجا على سياسة "قسد".. إضراب بمدينة منبج شرق حلب

"قسد" تعلن استعدادها للحوار مع تركيا وجميع الأطراف في سوريا