بلدي نيوز – ريف دير الزور (متابعات)
أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل وجرح العشرات من عناصر النظام إثر اشتباكات مع تنظيم "الدولة" في جبل ثردة بريف دير الزور، فيما أكد ناشطون إصابة قائد عمليات النظام، عصام زهر الدين.
وذكرت صفحة "دير الزور تذبح بصمت"، أن عصام زهر الدين أصيب أثناء مواجهات مع تنظيم "الدولة" في منطقة جبل ثردة، وخضع لعلاج في المشفى العسكري بعدما تلقى إصابة بالكتف.
في المقابل، أكد ناشطون مقتل عدة عناصر من ميلشيا "الدفاع الوطني" وقوات النظام بينهم ضابطان برتبة عقيد، أثناء الاشتباكات بين الطرفين جنوب دير الزور، في الوقت الذي يحاول التنظيم أن يتقدم باتجاه مطار دير الزور العسكري ومدخل المدينة الجنوبي.
وقصف الطيران الحربي بعدة غارات جوية محيط مطار دير الزور أثناء الاشتباكات بين الطرفين بغية إيقاف تقدم التنظيم.
وكان نشطاء تداولوا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورتين إحداهما للعميد في قوات النظام، عصام زهر الدين، وثانية لابنه يعرب، وهما بجانب جثتين لمقاتلين من تنظيم "الدولة" في مشهد يعكس وحشية النظام.
ويظهر في الصورتين الجزء العلوي من جسدي مقاتلين من تنظيم "الدولة"، مرفوعين بواسطة حبل لف على رقبتيهما قرب أحد الجداران، بينما أيديهما وأرجلهما مقطوعة ومرمية في المكان، أما أبرز ما في الصورة هو وجود قائد قوات النظام عصام زهر الدين وابنه قرب الجثتين.
وتدل الصورتان أن الأسيرين تعرضا للتعذيب ثم التنكيل وتقطيع أوصالهما بهذه الشكل، ليقوم بعدها "عصام زهر الدين" بأخذ صورة تذكارية معهما، في مشهد يعيد للأذهان صورة مشابهه للميلشيات الشيعية التي أخذ مقاتلوها صوراً تذكارية مع رؤوس عناصر التنظيم، التي قطعوها أثناء السيطرة على تدمر.
يشار إلى أن يعرب نجل العميد عصام زهر الدين يقاتل في صفوف ميليشيا (نافذ أسد الله) في دير الزور، كان ظهر أيضاً في صورة سابقة وهو يحمل بيده رأساً مقطوعاً لأحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وفي يده الأخرى سكيناً.
عميد برتبة كومبارس
ينحدر العميد "عصام زهر الدين" من محافظة السويداء، وكان قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، وعين قائداً لعمليات النظام في حلب بدلاً من العميد محمد خضور، بعدها عين قائداً لفرع المخابرات العسكرية في المنطقة الشرقية خلفاً للواء جامع جامع.
"زهر الدين"، الضابط المغمور قبل الحرب، والذي دفعه النظام إلى الواجهة مستغلاً كونه درزياً في محاولة لدفع الدروز إلى الواجهة، بعد أن أرسله إلى ديرالزور إحدى أكثر المدن الملتهبة في سوريا، ثم صنع منه نجماً سينمائياً وأجرى على يديه من الخوارق والبطولات والجرائم من قتل وتنكيل وتمثيل بالجثث، ما يشكك في قدرته عليها جملة وتفصيلاً، في محاولة للتأكيد أن الدروز يقفون مع النظام، وأنهم جزء مهم من "قوته الضاربة".
فزهر الدين الذي وقف قرفاً على بعد مترين من الجثتين المقطعتين بطريقة وحشية، لا يبدو أنه قادر حتى على الوقوف بجانب الجثث، فضلاً عن التمثيل بها بهذا الشكل.
ما يعني أن هذا الكومبارس "زهر الدين" ينحصر دوره في هذا المشهد في استجلاب نقمة التنظيم على الدروز ككل، فهو الشخصية الدرزية الأولى في جيش النظام، والكثير من محيطيه وفرقته هم من الدروز، ما يوحي بالرغبة بدفع التنظيم للسعى للثأر لقتلاه من البيئة الحاضنة لهذه التشكيل (نافذ أسد الله) الذي يقاتل الآن في ديرالزور بقيادة زهر الدين.
ما يعني أن النظام يستخدم زهر الدين لا لشيء سوى لتأليب التنظيم، واستجرار أي شكل من الهجمات على السويداء ومحيطها، ما يشكل طلباً غير مباشر للدعم الدولي ضد التنظيم الذي "يفتك" بالأقليات، التي يسعى النظام للدفاع عنها ضد الأكثرية السنية المتوحشة، حسب روايته.