بلدي نيوز
أكد الائتلاف الوطني السوري رفضه للمؤتمر الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية والساعي إلى تناول ملف اللاجئين السوريين.
وقال الائتلاف في بيان صحفي: "في الوقت الذي تدعو فيه روسيا إلى هكذا مؤتمر تستمر بارتكاب جرائم الحرب عبر قصف المدنيين في الشمال السوري، حيث تسبب قصفها الجوي صباح اليوم بنزوح أهالي قرية كفر نوران في ريف حلب".
وأضاف الائتلاف أنه "لا يمكن تنظيم مثل هذا المؤتمر من قبل المجرم المسؤول عن الجريمة بالمقام الأول، كما لا يمكن تنظيمه دون تحقيق أهم شروط عودة السوريين إلى بلدهم، وعلى رأسها انتفاء سبب التهجير بوقف القصف وإنجاز الانتقال السياسي وتأمين البيئة الآمنة للعودة الطوعية والكريمة للاجئين".
ووصف الائتلاف المؤتمر الروسي بأنه "محاولة لرعاية جريمة جديدة بحق الشعب السوري تهدف إلى تعويم المجرم بشار تحت ستار إنساني عنوانه عودة المهجرين".
ورأى الائتلاف أن "الاحتلال الروسي والناطقون باسمه وممثلوه وعملاؤه هم آخر من يحق له التحدث في القضية السورية، وخاصة ملف التهجير".
واليوم الثلاثاء، أعلن رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن دول الاتحاد لن تشارك في مؤتمر دولي حول اللاجئين والنازحين يستضيفه النظام السوري في دمشق يومي 11 و12 تشرين الثاني الجاري.
وأكد بوريل أن وزراء خارجية عدد من دول الكتلة وهو نفسه تلقوا دعوة للمشاركة في المؤتمر المنعقد في العاصمة السورية لمناقشة موضوع عودة اللاجئين والنازحين داخليا إلى بيوتهم. وأضاف: "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لن تحضر هذا المؤتمر".
وأشار الاتحاد الأوروبي في بيان له إلى أن أن المؤتمر سابق لأوانه، معتبرا أن "الأولوية في الوقت الحاضر هي اتخاذ إجراءات حقيقية لتهيئة الظروف الملائمة لعودة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة للاجئين والنازحين داخليا إلى مناطقهم الأصلية".
وأضاف أن "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 هو الذي يحدد إطار العمل للحل السياسي الشامل، ومعالجة الأسباب الكامنة للنزاع وأزمة اللاجئين والنزوح الداخلي".
وكان السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف أعلن، أمس الاثنين، أن مؤتمر اللاجئين سيعقد في دمشق يوم الأربعاء المقبل، وأن المؤتمر "مصمم على دعم جهود أولئك المهتمين حقا بمصير ورفاهية جميع السوريين، إضافة إلى الموجودين خارج سوريا نتيجة الحرب"، معتبرا أن المؤتمر "منصة لمناقشة موضوعية لمجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بمساعدة السوريين في العودة إلى ديارهم، واستعادة وحدة الشعب السوري".
وتعمل الماكينة الإعلامية الروسية على تسويق فكرة انتهاء المعارك في سوريا، والزعم باستقرار الأوضاع واستتباب الأمن، كسبيل لإعادة اللاجئين السوريين وخاصة في لبنان، والحصول على أموال إعادة الإعمار.
وتتجاهل موسكو في دعواتها لعودة اللاجئين السوريين، حقيقة أن العدد الأكبر منهم اضطر للهرب من جرائم النظام وممارساته.
وسبق أن وجهت موسكو دعوة لعقد مؤتمر مشابه في خريف عام 2018، بعد حملة واسعة أطلقتها لحث المجتمع الدولي على التعاون ليس في ملف إعادة اللاجئين فحسب، بل وفتح أبواب الحوار مع النظام من بوابة "المساعدات الإنسانية" بداية بهدف إعادة تعويمه سياسيا، لكنها فشلت في ذلك رغم الحملة الإعلامية الواسعة.