بلدي نيوز | سوريا – (صالح الضحيك)
عايش الشاب السوري "رائد – 16 عاماً" أحد أبناء تلبيسة بريف حمص، تجربتي اعتقال، كانت الأولى في زنازين نظام الأسد، والثانية في زنازين شبيحته في القرى الموالية بريف حماة.
نزح الشاب وجدّه البالغ 70 عاماً من مدينة تلبيسة، جراء تعرضها لقصف عنيف منذ طرد قوات النظام منها أواخر عام 2012، واختاروا التوجه نحو مدينة حماة، إلا أن حواجز النظام اعتقلتهم واقتادتهم إلى فرع الأمن العسكري في مدينة حمص.
يقول رائد لبلدي نيوز إن "أكثر ما كان يؤلمني هو رؤية جدي يعذّب، ولا أستطيع فعل أي شيء، كانوا يعذبونه دون رحمة أو شفقة أو احتراماً لكبر سنه على ذنب لم يقترفه".
ويتابع "بعد خمسة عشر يوماَ من الاعتقال، أفرج النظام عن جدي، وبقيت في السجن، ذهب عمي –يدعى ماجد- ليحضر جدي من مدينة حمص فور سماع خبر الإفراج عنه، ونقله إلى مدينة حماة، وفي الطريق بين حمص وسلمية اختطف جدي وعمي من قبل شبيحة منطقة الأشرفية، وعذبا حتى الموت، كما أخبرني أقاربي عند خروجي من المعتقل بعد عام".
خرج رائد من السجن بعد عام من الاعتقال، ليجد أن جده وعمه قُتلا لتضيق به الدنيا بما رحبت، وقرر الخروج من سوريا إلى السعودية حيث يعمل والده عبر تركيا، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فاختطف رائد في إحدى القرى الموالية بريف حماة أثناء توجهه إلى تركيا.
ويشير إلى أن الخاطفين طلبوا مبلغ ثلاثة ملايين ليرة سورية كفدية مقابل الإفراج عنه، وإلا سيلقى ما لاقاه جده وعمه، ما أجبر والده على دفع المبلغ.
خرج رائد وفي ذهنه صورة سوداء ملونة بالموت والظلم والاعتقال، وصورة عمه وجده في بلد تحكمه شريعة الغاب، حيث القوي يأكل الضعيف.
يقول رائد بعد وصوله إلى السعودية في اتصال مع مراسل بلدي نيوز: "لم أعد أطيق أن أعود مما رأيت من إجرام وتعذيب جسدي، ونفسي، لم ولن أنسَ كيف عُذّبَ جدي أمامي، نجوت من الموت مرتين، ولا أريد أن أكون عبئاَ على والديّ مرة أخرى، ولكن سنعود والمهجّرين جميعاَ إلى سوريا في بلد يحكمه الأحرار ولن نعود إلى بلد تحكمه عصابة".