بلدي نيوز - (خاص)
تداولت عدة مواقع إعلامية سورية وعربية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، أنباء تفيد بوصول مقاتلين من المعارضة شمالي سوريا إلى أذربيجان عبر تركيا، فيما تضاربت روايات أطراف الصراع (أرمينيا وأذربيجان) ومن خلفهم دول المنطقة وتركيا حول ذلك.
أذربيجان تنفي
نفت حكومة أذربيجان، اليوم الاثنين، صحة التقارير الإعلامية التي تتحدث عن مشاركة مقاتلين سوريين إلى جانبها في الحرب التي تخوضها ضد أرمينيا.
وجاء النفي على لسان مساعد الرئيس الأذربيجاني للسياسة الخارجية "حكمت حاجييف"، حيث وصف المزاعم التي تتحدث عن مشاركة مقاتلين سوريين في الاشتباكات مع أرمينيا بأنها محض "هراء".
أرمينيا تعلق
وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، أمس الأحد، أنها تحقق في صحة التقارير التي تفيد بأن أذربيجان طلبت خدمات مسلحين سوريين للقتال في ناغورنو كاراباخ.
وقال المتحدث باسم الوزارة، آرتسرون هوفهانيسيان في إفادة صحفية: "أنه يتم التأكد من هذه المعلومات، لكننا نمتلك حاليا بعض المعلومات الواضحة إلى حد ما حول قضية المسلحين وتدخل تركيا واستخدام أسلحة تركية الصنع".
الرواية التركية
من جهتها أكدت وكالة الأناضول الرسمية التركية أن الرواية التي تناقلتها وسائل الإعلام بخصوص وصول مقاتلين من "الجيش الوطني" السوري إلى أذربيجان غير صحيحة.
وفي الوقت نفسه اتهمت تركيا أرمينيا بالاستعانة بالمرتزقة وقالت على لسان وزير الدفاع "خلوصي أكار"، إنه يجب أن توقف أرمينيا هجماتها على الفور وتعيد المرتزقة والإرهابيين الذين أتت بهم من الخارج وتنسحب من أراضي أذربيجان"، حسب قوله.
تسجيلات مسربة
ونُشرت وسائل إعلامية عربية وغربية فيديو لعربات مليئة بالجنود تتحرك نحو الحدود وهم يهتفون بشعارات عربية.
وغرد إعلاميون بالقول، إن الفيديو لمقاتلين سوريين نقـلتهم تركيا مؤخـرا إلى أذربيـجان وهم يتجـهون إلى الخطوط الأمامية للقـتال وهم يرددون "هتافات جهادية".
فيما أشارت وكالة الأناضول إلى أن مروجي الخبر اعتمدوا على مقطع فيديو قصير لرتل يضم 15 سيارة تحمل مسلحين، مضيفة أنها لم تجد ما يكفي لإثبات صحة هذا التسجيل أو هوية المقاتلين الذين ظهروا به.
الاتحاد الأوربي يعلق
بدوره قال بيتر ستانو، المتحدث الرسمي باسم هيئة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوربي، خلال موجز صحفي ببروكسل اليوم الاثنين: "نحن على علم بتقارير عن قيام تركيا بنقل مسلحين سوريين إلى منطقة النزاع في قره باغ، لكننا لم نر حتى الآن أي وقائع تؤكد هذه المعلومات".
وأضاف بيتر ستانو، "لكن لا يسعنا في هذا السياق سوى أن نكرر دعوتنا إلى الامتناع عن أي تدخل أجنبي".
وأردف: "ندعو طرفي النزاع لوقف الأعمال القتالية وندعو جميع الجهات الفاعلة في المنطقة إلى الامتناع عن التدخل في قره باغ بأي شكل من أشكاله".
قتال السوريين بليبيا
وكانت تقارير تحدثت بداية هذا العام 2020 عن تجنيد كل من تركيا والنظام السوري وروسيا الداعمة له مرتزقة للقتال إلى جانب الأطراف المتنازعة في ليبيا.
وذكرت وقتها التقارير أن تركيا جنّدت المئات والآلاف من السوريين من الجيش الوطني في شمال حلب وأرسلتهم للقتال في ليبيا مع حكومة "الوفاق الوطنية" التي تدعمها أنقرة.
فيما كشف تقرير مفصّل صادر عن منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، عن قيام شركات أمنية روسية بتواطؤ مع النظام السوري بتجنيد ما لا يقل عن 3 آلاف مقاتل سوري، لغرض القتال في ليبيا، دعما لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد قوات "حكومة الوفاق".
وأكد التقرير أن عمليات التجنيد بدأت مع بداية عام 2020 في مدينة السويداء، وانتقلت فيما بعد إلى القنيطرة ودرعا ودمشق وريفها (جنوبا)، وحمص وحماة (وسط)، والحسكة والرقة ودير الزور (شمال شرق البلاد) تحت إشراف شركة "فاغنر" الأمنية الروسية، وذلك بالتعاون مع وكلاء محليين.
وأوضح أن الشركات الروسية قامت بتخصيص رواتب شهرية تتراوح بين 800-1500 دولار أمريكي للمقاتل الواحد، إلى جانب مغريات أمنية أخرى، مثل شطب أسماء المطلوبين لأجهزة النظام السوري، وكذلك إعفاء المقاتل من الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش النظام السوري.