لماذا عززت أمريكا وروسيا قواتهما في شمال شرق سوريا؟ - It's Over 9000!

لماذا عززت أمريكا وروسيا قواتهما في شمال شرق سوريا؟


بلدي نيوز - (خاص) 

عززت كل من روسيا والولايات المتحدة قواتهما في شمال شرق سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث وصلت تعزيزات عسكرية روسية إلى الحسكة عبر مطار القامشلي، كما وصلت تعزيزات عسكرية أمريكية عبر معبر الوليد قادمة من العراق إلى ذات المنطقة.  

وتخضع منطقة شمال وشرق سوريا بمعظمها إلى سيطرة قوات "قسد" المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشكل أساسي، كما يتقاسم النظام مع "قسد" السيطرة على الحسكة ويحتفظ بقطعين عسكريتين ومطار القامشلي، وبدأ في تشرين الأول الماضي من زيادة انتشاره على المناطق المواجهة لمنطقة سيطرة القوات التركية والجيش الوطني في رأس العين وتل أبيض. 

وشهدت منطقة شرق سوريا عددا من الحوادث والاشتباكات بين القوات الأمريكية والروسية التي تقوم بدوريات في شرق سوريا بالفترة الماضية. والشهر الماضي أصيب أربعة جنود أمريكيين على خلفية صدام بين مركبات عسكرية روسية بالقرب من ديريك في شمال شرق سوريا. 

وفي إطار تعليقه على سبب التعزيزات، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، بيل أوربان، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع أي دولة أخرى في سوريا، لكنها ستدافع عن قوات التحالف إذا لزم الأمر وذلك، بإشارة ضمنية إلى روسيا.

وأكد أن "هذه الإجراءات والتعزيزات العسكرية دليل واضح على تصميم الولايات المتحدة للدفاع عن قوات التحالف في منطقة شرق سوريا".

ورأى رئيس تحرير موقع الشرق نيوز، الكاتب الصحفي فراس علاوي، إن هناك أسباب متعددة لإرسال تعزيزات من أمريكا وروسيا إلى شمال شرق سوريا، مشيرا إلى أن الاحتكاكات التي حدثت بين الطرفين مؤخرا دفعت القوتين الأعظم إلى زيادة تعزيز قواتهما في المنطقة لمواجهة احتمالية حدوث إي صدام بينهما، من أي نوع. 

وأوضح العلاوي في حديثه لبلدي نيوز، أن الزيادة من الطرفين ليست كبيرة وهي بالنسبة للولايات المتحدة تتكون فقط من ست عربات برادلي و100 مقاتل، إلا أنها زيادة احترازية لمواجهة أي توتر أو احتكاكات بينهما. 

وأشار إلى أن الروس يحاولون زيادة قواتهم في شمال شرق سوريا، ضمن سياسة موسكو في إعادة النظام إلى المنطقة، ويندرج ذلك في محاولة التقارب مع "قسد"، والسيطرة على مناطق تخضع للسيطرة الأمريكية، لافتا أن تصريح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف حول توقف القتال بين النظام والمعارضة يعني أن روسيا سوف تتجه إلى منطقة شرق الفرات التي ذكرها لافروف على أنها مازالت خارج سيطرة النظام. 

ولفت أن التعزيزات الأمريكية ترتبط بملء الفراغ في المنطقة خاصة مع وجود قوات منسحبة من العراق، لذلك قد يكون لدى واشنطن حسابات بتأسيس قاعدة في شمال شرق سوريا وبالتالي وجود طويل الأمد، إضافة إلى أن الفوضى الأمنية في المنطقة التي ترتبط بالدور الإيراني ودور النظام فضلا عن الرفض المتصاعد لقوات "قسد"، إضافة إلى تأمين العمق الاستراتيجي لغرب العراق. 

وشدد على أن منطقة شمال شرق سوريا تعد منطقة استراتيجية بالنسبة لواشنطن، فهي قريبة من العراق وإيران وتركيا والبحر المتوسط، إضافة لحماية حقول النفط، ولأسباب سياسية تتعلق بقرب موعد الانتخابات الأمريكية وتأمين الموقف الأمريكي في المنطقة بوجه طارئ أمني في الانتخابات. 

يشار إلى أنه قبيل انطلاق عملية "نبع السلام" التركية، انسحبت القوات الأمريكية من شرق الفرات، وبعد توقف العملية باتفاقين منفصلين أبرمتهما أنقرة مع كل من واشنطن وموسكو، بدأت روسيا في تشرين الأول 2019، تسيير دوريات مشتركة مع القوات التركية أو منفردة في أرياف الرقة والحسكة وحلب، تطبيقا لاتفاق "سوتشي" الذي أنهى عملية "نبع السلام" التركية في منطقة شرق الفرات.

ورغم انسحاب القوات الأمريكية من بعض قواعدها في سوريا قبل العملية العسكرية التركية في شرق الفرات "نبع السلام"؛ فإنها بقيت في المنطقة المحيطة بالحقول النفطية، حيث تقوم بتسيير دوريات في المنطقة وتمنع القوات الروسية من الاقتراب من حقول النفط والمعابر الحدودية.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في شهر تشرين الأول من العام الماضي 2019 انسحاب قواته من سوريا.

وعاد وتراجع ترامب عن قراره بالانسحاب وذلك بالإبقاء على عدد "محدود" من الجنود الأمريكيين شرقي سوريا يقدر بنحو 600 جندي، موضحا أن دورهم حماية حقول النفط.

وكان أصدر مركز جسور للدراسات في 24 شباط 2020، خريطة لقواعد ونقاط تواجد الولايات المتحدة في سوريا، وبينت الخريطة 25 موقعا أمريكا، منها 22 قاعدة عسكرية، و3 نقاط تواجد.

مقالات ذات صلة

صحيفة إسرائيلية: النظام وإيران يطوران أسلحة كيماوية ونووية في سوريا

روسيا تعلن استعادة 26 طفلا من شرق سوريا

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب