بلدي نيوز - حلب (عبد الكريم الحلبي)
تشهد أسواق الشمال السوري المحرر، لا سيما مدينة عفرين وريفها شمال حلب، ضعفا كبيرا في حركة البيع والشراء، لأسباب عديدة أبرزها، وباء كورونا، ولهيب الأسعار، والتفجيرات، والتي شكلت هاجسا منع السكان في ممارسة طقوسهم في فرحة العيد المعتادة، وهي زيارة الأقارب وشراء الملابس ولعب الأطفال في التجمعات العامة الترفيهية.
التفجيرات
تقول الناشطة الإعلامية "شام الحلبي" لبلدي نيوز، "إن السبب الأبرز لضعف حركة الأسواق في مدينة عفرين هو التفجيرات، التي أصبحت هاجسا يمنع المدنيين من النزول إلى الأسواق، لا سيما أن المدينة تعد من أخطر مناطق الشمال المحرر لكثرة التفجيرات، والتي في غالبيتها تضرب تجمعات المدنيين".
فشل الجهاز الأمني
بالمقابل، أرجع الشاب "إبراهيم الصمادي"، وهو صاحب محل تجاري، ضعف الحركة التجارية إلى التنظيم الأمني الفاشل في مدينة عفرين، وقال "في الحقيقة إن التنظيم الأمني هو من أبرز النقاط السلبية في انهيار التجارة في الأسواق، حيث يقتصر عمل الجهاز الأمني في عفرين مثلا على إغلاق الطرقات".
وأضاف أن هذه ليست خطة أمنية ولا عسكرية، بل تزيد من شل حركة الأسواق، فحماية المدينة تكون من الخارج وليس عبر تقطيع أوصالها من الداخل.
ارتقاع الأسعار
وشكّل انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، عبئا جديدا على سكان الشمال السوري، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الملابس والحلويات في الأسواق بشكل كبير، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الذي يعد موسما للشراء.
كورونا
ومع وصول وباء (كوفيد-19) إلى مناطق الشمال السوري، والإجراءات المتخذة للحد من انتشاره، كإغلاق المحال التجارية والأسواق والتجمعات العامة لاسيما في المدن الكبرى، أثرّ بشكل كبير على ضعف الحركة التجارية من "بيع وشراء"، زاد عليه تخوف السكان من النزول إلى الأسواق حرصا على السلامة.
عوائل فقيرة
وأدى التضخم السكاني في مدينة عفرين، بعد موجات النزوح من أرياف إدلب وحلب، إلى انتشار آلاف العائلات في المخيمات وعلى أطراف الطرقات، والتي في غالبيتها لا تملك ثمن شراء احتياجات العيد بالإضافة إلى أنها محرومة من مذاقه، كما قالها الشاب "محمد كامل" بائع البسكويت على أحد طرقات عفرين "ما معنا مصاري لناكل.. كيف بدنا نشتري ثياب للعيد".
الإجراءات الأمنية
بدوره، قال قائد الشرطة العسكرية لمدينة جنديرس "رائد عليوي" لبلدي نيوز، "بالنسبة للإجراءات التي تم اتخاذها في عيد الأضحى المبارك، تمثلت في إغلاق الأسواق الرئيسية ومنع دخول المدنيين إلى بعد تفتيشهم بشكل دقيق بالإضافة إلى تفتيش مداخل المدينة والأسواق بشكل كامل".
وأكّد على أنه سيتم نشر قوات كبيرة من الشرطة المدنية والجيش الوطني والشرطة العسكرية في المدينة طيلة أيام العيد، بالإضافة إلى الانتشار في النقاط الحساسة في مناطق عفرين وريفها، للتأكد من عدم دخول الآليات إلى المنطقة، بالإضافة إلى التأكد من الشخصيات غير المعروفة أو الوجوه الجديدة".
وشهدت مناطق ريف الشمالي عددا من التفجيرات في الأسواق والأماكن المكتظة بالمدنيين والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى دمار في الممتلكات العامة والخاصة.
وكان تعرض سوق مدينة عفرين، لتفجير ضخم، العيد الفائت (عيد الفطر)، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 50 مدنيا وإصابة المئات، بالإضافة تدمير السوق الشعبي بشكل كامل.