بلدي نيوز - (خاص)
مقدمة:
تمكن "أبـو محمد الـجـوﻻنـي"، متزعم "هيئة تحرير الشام"، من توجيه ضربة قوية للتيار السلفي الجهادي، من خلال تفكيك "غرفة عمليات فاثبتوا"، التي لم يمضِ على إعلانها سوى أسبوع.
وبذلك يكون الـجـوﻻنـي، استحوذ وتفرد بالمنطقة عسكريا في مقابل تشتيت جميع مناوئيه، بما فيهم "التيار العسكري الوطني"، وضم المعظم إلى جناحه تحت مسمى "غرفة عمليات الفتح المبين".
مصير "حـراس الدين"
وأشيع في الداخل عن توجيه رسالة من زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، طالب فيه، فرع "حـراس الـديـن" بالشام، بحل نفسه، إﻻ أنّ اﻹشاعة لم تثبت صحتها، ويعتقد مراقبون أنها مجرد تغريدات صادرة عبر إعلام "تحـرير الـشام".
وتفيد المعطيات على اﻷرض، وتاريخ "تنظيم القاعدة" الطويل، أن مسألة حل نفسه في "سوريا" مستبعدة في الوقت الحالي، لكن من الراجح أنها مرحلة "كمون" كما يصفها منظرو التيار السلفي الجهادي، وهي إحدى دعوات "أبو محمد المقدسي"، أحد منظري السلفية الجهادية في اﻷردن.
بالمقابل؛ فإن ما حدث وفق مصادر مطلعة رفضت الكشف عن اسمها لبلدي نيوز، هو عملية استئصال ميدانية وانتزاع مناطق يرابط فيها "حـراس الديـن"، وقادة بارزين في غرفة "عمليات فاثبتوا".
وأضافت المصادر؛ "ترك الساحة السورية، غير وادر حاليا في أدبيات القاعدة، لكن عدم الانجرار لمزيد من الدماء هو الخيار الذي تم تفضيله على الدخول في اقتتال سيكون لصالح النظام والروس"، حسب وصفها.
أوراق اعتماد الـجوﻻنـي
ويرى مراقبون، أنّ الجوﻻني، أراد تقديم ورقة اعتماده لدى الغرب، من خلال توجيه "صفعة للقاعدة" في الشام، تزامنت مع الضربة الأمريكية "طيران التحالف"، الذي استهدف سيارة القيادي في حراس الدين، أبو القسام اﻷردني/خالد العاروري، وسط مدينة إدلب.
وسبق أن لفتنا في تقرير سابق إلى تسريبات منسوبة للجوﻻني عن إمكانية الدخول ضمن صفوف "الجيش الوطني"، لكن المسألة تحتاج وقت وترتيب، في إشارة إلى استبعاد التيار المتشدد سواء في الساحة أو ضمن صفوف "تحرير الشام" وهو ما بدا ممكنا اليوم.
لكن ﻻ توجد مؤشرات كافية لضمان اعتماده كورقة أساسية في الشمال السوري، إﻻ من حيث قبول إدارته للملف "اﻷمني" وهو ما يروج له منذ نحو شهرٍ تقريبا عبر إعلام الهيئة، ﻻ سيما قدرتها على عرقلة نفوذ "تنظيم داعش" و"الحراس"، وخبرتها في التعاطي مع الملفين.
استراتيجية "حراس الدين"
والمتابع لآخر إصدرات زعيم حراس الدين أبو همام السوري، تتجلى لديه بوضوح رؤية التنظيم للطريق المستقبلي والمرحلة المقبلة، ويتضح التركيز الصريح على العمل النوعي، والمفخخات واستهداف المناطق الحيوية للروس والنظام واﻹيرانيين، ونشرت الكلمة الصوتية في أول آذار/مارس الفائت، وحملت الكثير من الرسائل تحديدا لجنود ومقاتلي الحراس، كما رسمت ملامح الفترة القادمة.
بالتالي؛ فإن خيارات تنظيم "حراس الدين"، واضحة، عبر امتصاص الصدمة، ومتابعة العمل، ومواجهة جديدة بتكتيك "حرب العصابات"، الذي تبنته تحت شعار "حرب المستضعفين".
وتبقى إمكانية قبول حل نفسها أو مطالبة الظواهري به مستبعدة، ما لم يخرج علنا وينهي بنفسه الملف، كما فعلها إبان اﻻقتتال والتحاكم بين تنظيمي داعش وجبهة النصرة.