بلدي نيوز – الرقة (عبدالعزيز الخليفة)
ألقى طيران التحالف الدولي، يوم الخميس، مناشير ورقية على مدينة الرقة، طالب فيها الأهالي بمغادرة المدينة، معقل التنظيم الرئيسي في سوريا، بينما أعلن طلال سلو المتحدث الرسمي باسم ميلشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أن قواتهم تتهيأ للتوجه في أي وقت إلى أحد معاقل تنظيم "الدولة"، موضحا أن الهجوم قد يكون على الرقة أو ديرالزور ومن المحتمل أن يكون ريف حلب الشمالي.
عدم جدية التحالف
ويؤكد رئيس المجلس المحلي بالرقة، سعد الشويش، لبلدي نيوز، أنه يعيش في مدينة الرقة أكثر من 600 ألف مدني بينهم نازحون من مناطق أخرى، حيث وصل إلى المدينة أكثر من 30 ألف مدنيا فقط من مدينة تدمر, ومن المرجح أن ينزح هؤلاء إلى مناطق أخرى تحت سيطرة تنظيم "الدولة"، بسبب عدم جدية التحالف وحلفاءه في تأمين حياة المدنيين.
وأوضح الشويش، أنه من أجل تأمين حياة المدنيين بالرقة يتوجب على الوحدات الكردية التي تسيطر على شمال المحافظة السماح لهم بالنزوح إلى أقاربهم هناك فضلا عن عودة أهالي المنطقة النازحين في الرقة إليها، كما طالب بالسماح للمنظمات المدنية بالعمل هناك للتعامل مع الموقف الإنساني الذي سيفرضه العمل العسكري بالرقة.
وشدد رئيس المحلس المحلي، أنه من الأفضل أن يكون عماد القوة البرية التي يدعمها التحالف في الرقة عربية وليس كردية، لأن ذلك سوف يكون ضمانا للحفاظ على حياة المدنيين وممتلكاتهم، وأبدى تخوفه من أن يضم حزب الاتحاد الديمقراطي مدينة الرقة إلى فيدراليته بالشمال في حال سيطرت فصائله العسكرية عليها، وهو الأمر الذي سوف يبقي باب الحرب مفتوحا في المحافظة ولن يغلقه.
تغيير ديموغرافي
بدوره، الناشط الرقاوي "فرات الوفا" يرى أن طلب التحالف من أهالي الرقة مغادرتها يندرج ضمن حملة التغير الديمغرافي للمنطقة التي تنفذها ميلشيا الوحدات الكردية التي تعد العمود الفقري لقوات "قسد".
ويتابع الناشط حديثه لبلدي نيوز، بالقول "التحالف يعلم أن تنظيم الدولة يمنع المدنيين من مغادرة الرقة من خلال التقارير الإعلامية، وبالتالي هو يطلب من المدنيين المستحيل"، ويشدد على أن الحل الوحيد لتحرير الرقة هو الاعتماد على قوات ثورية عربية من المنطقة تعرف كيف تتعامل مع السكان ولا تقوم بتهجيرهم، كما فعلت "الوحدات الكردية" على سبيل المثال لا الحصر في تل أبيض عند السيطرة عليها في صيف 2015.
مصير سوداوي
لكن الصحفي السوري أمين الفراتي يخالفه الرأي، ويرى أن التحالف الدولي يتخذ من "قسد" وسيلة ورأس حربة للسيطرة على الرقة من تنظيم "الدولة" خلال الاشهر القادمة.
ويتابع الفراتي في حديثه لبلدي نيوز "اعتقد أن طلب التحالف من سكان الرقة المدنيين مغادرتها يندرج ضمن الحرب الإعلامية لزعزعة التنظيم من داخله من خلال ايصال رسالة له أن المعركة قادمة لا ريب فيها، وانها ستكون دامية ومزلزلة ومدمرة، كما أن الطلب محاولة من التحالف للإيحاء أن حياة آلاف المدنيين تهمه، رغم انه ارتكب عديد المجازر بحق المدنيين منذ منتصف عام 2014 بدء تدخله في سوريا.
وعن ظروف المعركة القادمة، يعتقد الفراتي أن جميع المعطيات تؤكد أن المعركة بين تنظيم "الدولة" وميلشيات "قسد" سوف تكون طويلة، إذ أن التنظيم لن يتخلى عن المدينة التي يسيطر عليها منذ اكثر من عامين وهي قاعدة مهمة لقواته وخط إمداد مهم، وأجرى عمليات تحصين فيها وخاصة في المدينة، وتوقع للرقة مصير سوداوي.
أما عن ضم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الرقة لفدراليته التي أعلن في شمال سوريا، اعتبر" الفراتي" أن ذلك غير ممكن لأن سكان الرقة ومدنها وبلداتها وقراها هم عرب بالكامل وبأعداد كبيرة وهو يسعى إلى إقامة كانتون كردي، كما أن سكان الرقة يرفضون بالمطلق أي تبعية لجهة كردية مهما غلت التضحيات، وخاصة أن سجل الحزب أسود في مجال حقوق الانسان.
يشار إلى أن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، اتهم خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الجاري، ميليشيا "الوحدات الكردية" في دفع المدنيين باتجاه تنظيم "الدولة".
وقال فورد "في بعض الحالات، يفر اللاجئون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، ولا يذهبون إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد".