بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
كشفت زوجة الناشط في المجال الاغاثي والأعمال الإنسانية المعروف بأبو حسام البريطاني (توقير شريف) والذي يحمل الجنسية البريطانية، ويشرف على الكثير من المنظمات الإغاثية في محافظة إدلب، طريقة اقتحام منزلها من قبل هيئة تحرير الشام واعتقال زوجها أمام أعينها واقتياده إلى مكان مجهول.
وقالت زوجة "البريطاني"، في منشور لها على صفحتها في فيسبوك، إن مسلحين يتبعون لهيئة تحرير الشام، اقتحموا منزلها في وقت متأخر من الليلة الماضية، واعتقلوا زوجها وعملوا على تفتيش المنزل.
وأضافت "طلبوا مني إيقاظ أطفالي النيام وحملهم إلى خارج المنزل، إلا أني رفضت ذلك وقلت لا يمكنني فعل ذلك وأجعلهم يرون هذا المشهد من رجال ملثمين يقتحمون منزلهم ويعتقلون والدهم وسط الليل".
وأوضحت أنها طالبت "تحرير الشام" عبر بيان رسمي، الكشف عن التهمة الموجهة لزوجها "شريف"، وحتى الآن لم تكشف عن التهمة.
وطالبت الزوجة في منشورها، من جميع الأهالي الوقوف إلى جانب زوجها، الذي تخلى عن كل شيء و"جاء إلى سوريا من أجل مساعدة المظلومين والمحتاجين".
وفي تصريح سابق، قال "تقي الدين عمر" مدير التواصل بمكتب العلاقات الإعلامية (تابع لتحرير الشام) "بخصوص أبو حسام البريطاني، فهو موجود في سوريا منذ 2012 وهو يعمل في المجال الإغاثي، وحقيقة لا ننكر موقفه الداعم للشعب السوري وللمضطهدين في هذه المنطقة، والذي حدث يوم أمس أنه بلغنا عدة ادعاءات خطيرة بحقه، ولا يمكن التغاطي عنها أبدا، فتم توقيفه على ذمة التحقيق".
وأضاف "عمر" بتصريح لبلدي نيوز "هذه الادعاءات تتعلق بسوء إدارة أموال الإغاثة، ونقل جزء منها لدعم بعض المشاريع التي تحرض على الانقسام والانشقاق والتفرقة، ونحن في انتظار نتائج التحقيق، فإن تم ردّ هذه الادعاءات وكشف عدم صحتها، عندها سيتم إطلاق سراحه ليعود ويمارس عمله كما كان، وإن ثبتت صحة أي من الادعاءات فسوف يتم التعامل مع ملفه عبر القضاء أصولا".
ونفذت "تحرير الشام" خلال الأيام القليلة الماضية جملة من الاعتقالات لقادة عسكريين عاملين ضمن غرفة عمليات "فاثبتوا" التي شكلتها فصائل جهادية مقاتلة ضد قوات النظام السوري في ريف إدلب.
ومن بين الأشخاص الذين اعتقلتهم تحرير الشام القياديين المنشقين عن صفوفها سابقاً "أبو صلاح الاوزبكي"، وأبو مالك التلي" بغية منعهم من تشكيل أي فصيل عسكري جديد في المناطق المحررة لا يعمل ضمن صفوفها.
وبعد حملة الاعتقالات التي أجرتها تحرير الشام سادت حالة من الاستنفار العسكري والتوتر بين الهيئة وغرفة عمليات "فاثبتوا"، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والثقيلة على الأطراف الشمالية الغربية من مدينة إدلب.
وسيطر مقاتلو غرفة عمليات "فاثبتوا" بعد ساعات مستمرة من الاشتباكات التي اندلعت بينهم وبين تحرير الشام على سجن إدلب المركزي الواقع قرب قرية عرب سعيد على طريق إدلب-سلقين من الجهة الشمالية الغربية من مركز المحافظة.
ولم تنتهِ حالة التوتر بين طرفي النزاع حتى الآن حيث نشر كلا الفصيلين عشرات الحواجز المكتظة بالمقاتلين المدججين بالسلاح على طول الطريق الممتد من مدينة حارم على الحدود السورية التركية وصولا إلى مدينة إدلب التي تقع تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام".