بلدي نيوز - إدلب (خاص)
تسربت رسالة بين زعيم "هيئة تحرير الشـام" "أبو محمد الجولاني" والقيادي المنشق "أبو مالك التلي" كان أرسلها له بعد إصداره بيان استقالته من الهيئة قبل ما يقارب الشهرين، مناشدا إياه بالجلوس معه وسماعه والوصول إلى حل رضائي دون إطفاء الخلافات على السطح.
وتعتبر هذه الرسالة سرية في وقتها بالدعوة للجلوس ومناقشة الخلافات بينهم دون جعل الخلافات تخرج للعامة ويتناولها الإعلام، ولكن اليوم وبعد وصول الخلافات للعلن تم تسريب الرسالة ونشرها.
وجاء برسالة الجولاني للتلي "أحزنتنا على هذا الفعل، أرسلت إليك كثيرا ولم تجب، أخطأت في قرارك، لم تطلبني يوما وتخلفت عنك، لم تطلب توضيح أمر واخفيناه عنك، سامحك الله. وقد سمعنا أنك تشكك كثيرا بالجماعة وتصرح بذلك، الجماعة مع أي ملاحظة لك عليها ولا أخالها سوى أمور نفسية وشعور بالابتعاد أنت من وضعت نفسك به، تبقى الجماعة تقيم شرع الله وتحفظ دين الناس وأمنهم وأموالهم وتدافع عنهم، وتسدد وتقارب خارجيا حتى لا تتشتت المعركة وتخذل عنها الأعداء ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، والمجاهد فيها مطمأن البال، الجماعة أثبتت نفسها بكل ما نزل بالساحة من امتحان وبلاء على قدر استطاعتها، والحمد لله فماذا نبتغي؟".
وحذر الجولاني التلي بالرسالة، قائلا "لا تظن أخي الكريم بهذا الفعل أنك ستحدث فارقا بل هي الفرقة والشحناء والخلاف الذي كله شر.. ستبرر خروجك باتهام الجماعة وباطن بيانك ظاهر فيه ذلك، ثم ستخالف قرارات عامة وخاصة، ستحاول إثبات نفسك خارج الجماعة، سيرد عليك وترد على الرد، وستتهم وتتهم.. وهكذا دواليك هي سنة الفراق، مشهد رأيناه ورايته معنا كثيرا."
وشدد الجولاني، على أنه "ليس هناك من عظيم نختلف عليه بيننا يبيح لك ما ذهبت إليه سوى محاولة لإثبات نفسك دون الجماعة، بأسباب واهية، وإلا فما الداعي لمخالفة بعض القرارات علانية ونحن لا نبعد عندك سوى مسافة قصيرة تستطيع أن تخبرنا بموقفك دون العامة"، بحسب الرسالة.
وأضاف، "هذا ما يدلك على نية الخلاف لا الإصلاح، أكاد أن أجزم ولولا التألي على الله لكدت أن اقسم بالله.. أنك لا تخالفنا في سياسة اتخذناها على الإطلاق. فابتعد عن سياسة المزاودات التي لا تليق بك.. فو الله إنك لمن أحب الناس إلي وأقربهم إلى قلبي فاتقِ الله.. مكانك محفوظ بين أخوانك".
ودعا الجولاني، التلي، إلى الجلوس لحل الخلاف، بالقول "أقبل وقل كل ما في داخلك لن تجدنا إلا صدرا رحبا.. ليس من شيمتك التهرب والتواري، ثم احذر من إنشاء جماعة أو مناصرة مخالفين أنت أعلم بنواياهم أو حديث يطعن بنا بالإعلام أو أمام الناس أو محاولة لشق الصف.. فيومها ستكون قد ابتعدت كثيرا .. وأسقطت كل الاعتبارات".
وحاول الجولاني استرضاء التلي بالرسالة، وقال "لقد كنت ممن ساهم في بناء هذا الصرح، ونحن نعتز بذلك، ولكن لا يحق لك أن تعمل على هدمه حال قررت الفراق، كن كما عهدناك تواجه وأنا أدعوك لاجتماع الشورى أو أحضر بمن تحب وقل كل ما تريد .. فان كان في كلامك حق لا خير فينا إن لم نسمع منك وإن كنت على غير الحق أنت فلا خير فيك إن لم تسمع منا ، فمراجعة الحق خير من التمادي في الباطل".
يُشار إلى أن أبو مالك التلي كان يشكل قوة تضم ما يقارب 400 مقاتل ضمن صفوف هيئة تحرير الشام قبل أن يخرج وينضم مع عدد من الفصائل ليشكلوا غرفة عمليات باسم "فاثبتوا".
الجدير بالذكر أنه في سياق الحملة التي تشنها "هيئة تحرير الشام" لتصفية قادة التيار الجهادي المتشدد، اعتقلت قوة أمنية ضخمة تابعة لها، صباح أمس الاثنين، القيادي السابق في صفوفها "أبو مالك التلي"، في مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، بعد محاصرة منزله.
