بلدي نيوز - (خاص)
انتشرت في الفترة الأخيرة تكهنات سياسية كثيرة عن قرب رحيل رأس النظام "بشار الأسد"، ليظهر معها فيديوهات لأشخاص يرشحون أنفسهم لمنصب رئاسة سوريا بدون أي ترشيح من أحد، مما أثار سخرية الكثير من السوريين وامتعاض البعض، ويتساءل كثيرون "هل أن توقيت ظهور هذه الشخصيات السورية عفوي واجتهاد شخصي أم مقصود؟".
تغير إيجابي
ويرى السياسي السوري "بسام القوتلي"، وهو عضو في حزب "أحرار"، أنه "لا يمكن معرفة سبب هذه الفيديوهات"، مشيرا إلى أن الأسباب مختلفة، فالبعض مدفوع من قبل منظومة الحكم لتسفيه الديمقراطية، والبعض مدفوع برغبات شخصية للوصول، والبعض ربما مدفوع برغبة فعلية في المشاركة السياسية.
وقال "القوتلي" في حديث لبلدي نيوز، "بالرغم من تفاهة بعض الراغبين للوصول إلى هذا المنصب، لكن مجرد جرأة البعض على الإعلان عن رغبتهم هذه هو تغير إيجابي وكسر للخوف الذي فرضته المنظومة لعشرات السنين، وفتح الباب لمنافسة المجنون الذي يحكم سوريا حاليا".
وأضاف أن "الديمقراطية تعني المنافسة المفتوحة، بين من يعجبوننا وبين من قد لا يعجبوننا، والقرار النهائي هو للجمهور الذي يقوم بالتصويت، لذلك تركيزنا يجب أن يكون على حرية الخيار أكثر من التركيز على من يحاول أن يبرز في الظرف الحالي".
وختم "القوتلي"، بالقول "كلي ثقة بأن الشعب السوري سيحسن الاختيار عندما يحين الوقت وسيسقط المبتذلون في صناديق الاقتراع".
"شيطنة" البديل
بدروه، يرى "نبيل البرادعي"، وهو عضو المجلس المركزي للكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، أن من وصفهم "أعداء الشعب السوري" عملوا طويلا وتفصيليا لهزيمة الثورة السورية بمختلف السبل، ومنها بالتأكيد الخروقات الأمنية الواسعة والكثيرة، وإن كان من غير الممكن الجزم بالدليل القاطع أن سلسلة الفيديوهات والتسجيلات التي ظهرت مؤخرا لأشخاص يطرحون أنفسهم كبديل لرأس النظام؛ فإن من اللافت للنظر أن هذه السلسلة بدأت بترشيح إسرائيل نفسها لأول شخص يظهر بمثل هذا الطرح. ثم كرت السبحة بعد ذلك.
وقال البرادعي، في حديث لبلدي نيوز، "بالطبع لا أستبعد عوامل أخرى تتعلق بالشخصيات الهزيلة لمن طرحوا أنفسهم، والنقص الفاضح في الخبرة والمهارات بل وحتى في اللغة المحكية، مما أعطى للجميع الانطباع بأن الهدف الحقيقي خلف هذه الترشيحات هو إظهار الأسد وكأنه أفضل الموجود!".
وأضاف، أن بشار الأسد كرئيس للفترة القادمة وخاصة بعد انتهاء ولايته -إن استطاع إكمالها- غير مطروح بشكل جدي حتى من أقرب حلفائه؛ فقد أصبح عبئا عليهم بكل ما في الكلمة من معنى.
وأوضح "البرادعي" أن نسبة كبيرة من الشعب السوري متعطشة للخروج من المأساة الحالية وليس لاستلام السلطة، وقد انخفض سقف مطالبها مع الأسف حتى أصبحت ترضى بشخصية أخرى من داخل النظام إذا كانت تعد بتغيير حقيقي من النواحي الأمنية والاقتصادية.
ويرى أن سوريا مليئة بالطاقات والإمكانيات، ولكن فهم الشعب لدورة الزعامة يجب أن يتغير.
وتساءل "من الشخص الذي يستطيع صنع المعجزات في الوضع الشائك كالوضع السوري حاليا؟".
وأضاف البرادعي "من المؤسف جدا أن جمهور الثورة -وسأقولها بالعامية- "لم يعد عنده كبير"، بمعنى أن الشخصيات السورية المختلفة قد تمت شيطنتها ومحاربتها وتحطيمها دون هوادة على مدى السنوات الماضية، ومع ذلك، ما زال لدينا الكثير من الشخصيات القادرة على تولي المرحلة إذا ما التف حولها المخلصون، فبدون هذا الالتفاف لن ينجح أحد في هذا الوضع الشائك".
وختم بالقول "أتصور أن فكرة عدم وجود بديل للأسد أصبحت مثار شك وسخرية حتى من قبل جمهور الأسد نفسه؛ فقد اتسعت خروقه بعد كل هذه المصائب، كان يتحجج بمحاربته للإرهاب طوال سنوات، وهو الآن يحكم معظم سوريا، فأين أصبح حال الشعب؟ الطبقات المؤيدة له تعاني كما يعاني معارضوه، وقد بدأت التصدعات العميقة في بنيته ودائرته الضيقة".