بلدي نيوز – حلب (زياد الحلبي)
تعاني المناطق المحررة في حلب من أوضاع معيشية صعبة بالتزامن مع قدوم شهر رمضان، وسط غلاء كبير في أسعار المواد الغذائية والألبسة والمحروقات.
فقد ترافقت الأوضاع المزرية التي تفاقمت مؤخراً مع تصعيد قوات النظام لهجماتها على جبهات حلب الجنوبية والشمالية، في محاولة لإغلاق المنفذ الأخير للمدينة عن طريق استهداف طريق الكاستيلو، ومحاولة التقدم باتجاهه وقطعه بمساندة الميليشيات الكردية المتمركزة في حي الشيخ مقصود.
عبدالله بسوت، صاحب محل لبيع المواد الغذائية، قال لبلدي نيوز "ارتفعت أسعار المواد الغذائية في الأشهر الأخيرة عدة أضعاف، بسبب مشاكل الطرق المؤدية للمناطق المحررة، وارتفاع سعر صرف الدولار من جهة أخرى، في حين يستمر المواطنون بالتعامل بالليرة السورية -الآخذة بالهبوط يوماً بعد يوم- والتي ما تزال الرواتب تدفع بها".
وأضاف "إن انقطاع طريق المحروقات من عفرين في الفترة الأخيرة ضاعف المشكلة وجعل أسعار الأساسيات يتضاعف بشكل جنوني، وهذا ما لا يستطيع الناس تحمله".
حيث تشهد مدينة حلب منذ مطلع سنة 2016 ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار جميع السلع الموجود في الأسواق، حتى وصل المطاف بالمواطن الحلبي إلى التخلي عن بعض احتياجاته الأساسية في حياته ليستطيع إطعام عائلته بما يتناسب مع ضيق الدخل وارتفاع الأسعار.
ووصل سعر كيلو السكر إلى 500 ليرة سورية بعدما كان 200 ليرة، بينما أصبح سعر طبق البيض 1000 ليرة، بعدما كان 600 ليرة، أما صفيحة زيت الزيتون 16 لتر، فأصبح سعرها 18 ألف ليرة بعدما كان 11 ألف ليرة".
ورافق ما سبق انتشار البطالة في المناطق المحررة لمدينة حلب، بسبب قصف النظام لمعظم المناطق الصناعية والمعامل، التي كانت تشغل آلاف العمال، بهدف إجبارهم على الهجرة وترك البلاد، فيما هناك عدد من المعامل توقفت بسبب غلاء المحروقات، وارتفاع سعر الأمبير الكهربائي التي تغذي المعامل.
يقول بلال خاروف العامل في معمل بلاستيك بالمنطقة الصناعية بالكلاسة لبلدي نيوز "توقف المعمل الذي كنت أعمل فيه بسبب غلاء المحروقات والأمبيرات الكهربائية"، وأضاف "كان المعمل يشغل 50 عاملاً جميعهم أصبحوا عاطلين عن العمل، اليوم اعتمد مثل الآلاف على الحصص الإغاثية التي تقدم لنا من قبل بعض المنظمات الإغاثية".
وأردف "في معظم الأحيان اضطر لبيع قسم من المساعدات الإغاثية لأكسب بعض المال، واشتري حاجيات الأولاد الأخرى، رمضان أقبل علينا ولا نعرف كيف سنؤمن لقمة العيش فيه بدون عمل، لم يبقى لنا حل سوى اللجوء خارج البلاد، ولكن حتى لو أردنا فلا أملك 500 دولار لكل شخص عن عائلتي وهو ثمن العبور للحدود، الأبواب جميعها أغلقت في وجوهنا، وكأنه كتب علينا الموت مرتين، مرة من الجوع ومرة عندما يقصفنا النظام".