بلدي نيوز
قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، فريدريك هوف، إن العشيرة الحاكمة تتنازع على من سيحصل على كل ما تبقى، وإن "لاشرعية الأسد وعدم ملاءمته للمرحلة القادمة باتت واضحة للجميع خارج أقرب أقربائه، بل وربما يكون واضحا لهم أيضا".
وتساءل هوف، في ورقة كتبها في موقع الأتلانتيك وترجمتها موقع "الناس نيوز"، بعنوان: "المعارضة السورية إما أن تنتقل أو تحلّ نفسها أو تكون في خدمة الآخرين"، عن قدرة المعارضة السورية خارج سوريا على لعب دور سياسي بناء بحال بدأ النظام بالانهيار.
ولم يتوقع "هوف" سقوطا وشيكا للأسد، لأنه يعتقد أن روسيا وإيران لن تفرطا به بسهولة، ولكنه رأى أن هناك حديثا في إيران عن أن بعض المسؤولين الإيرانيين سئموا من مغامرات أجنبية باهظة الثمن بالنظر إلى التأثيرات المزدوجة للعقوبات الأمريكية وكورونا.
وأضاف أن عددا متزايدا من المسؤولين والعلماء الروس وصلوا إلى نتيجة أن الأسد هو أسوأ عميل يمكن تخيله "لكنهم يواجهون حقيقة أن المصالح السياسية الشخصية للرئيس فلاديمير بوتين تختلف في سوريا على الأقل عن مصالح الأمن القومي للاتحاد الروسي، مع أن روسيا ستكون بوضع أفضل بكثير مع حكومة وحدة وطنية سورية خالية من شخصيات النظام، تتعهد بشراكة مستمرة مع الكرملين.
وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في سوريا، التي تفاقمت بسبب انقسامات النظام، بالكاد تشجع اليقين بشأن بقاء الأسد السياسي على المدى الطويل.
ولفت أنه منذ عام 2017، تعمل الهيئة الرئيسية لتلك المعارضة الخارجية – هيئة المفاوضات السورية (SNC) – في الرياض، بينما إن ائتلاف المعارضة السورية الذي تأسس عام 2012 موجود في إسطنبول، معتبرا أن ذلك يجعل من الصعب على المعارضة الخارجية أن تعمل باستقلالية ووحدة نيابة عن أكثر من عشرين مليون سوري داخل سوريا وخارجها.
وأوضح أن تركيا حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كما هو الحال بالنسبة للسعودية التي تعتبر حليفة لواشنطن، لافتا "إن العلاقة العدائية بين الرياض وأنقرة تعقد الجهود الأمريكية لتنسيق السياسة السورية".
وتساءل في حال بدأ نظام الأسد في الانهيار، فهل ستضطر مكونات المعارضة السورية الرئيسية للعمل كامتدادات للسياسات والأولويات السعودية والتركية؟.
وأكد أن الولايات المتحدة نفسها اختارت عمليا تجاهل القتل الجماعي للنظام، باستثناء خلال إدارة ترامب، عندما قام النظام مرتين بارتكاب فظائع غاز السارين.. والنتيجة هي معارضة لا تزال في المنفى إلى حد كبير، ولا تزال الولايات المتحدة تعترف بمجرم حرب كرئيس لسوريا.
وأشار إلى أنه غالبا ما كانت المعارضة الخارجية السورية متصدعة، مما يعكس إلى حد ما رغبات وإملاءات القوى الإقليمية التي توفر الملاذ والتمويل، مشددا على أن هيئة المفاوضات والائتلاف يضمان بعض الموهوبين من الوطنيين السوريين الذين يعتبرون نظام الأسد والإسلاميين العنيفين وجهين لعملة واحدة.. وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها، لم تستحق أبداً الاستهزاء الذي يلفها الأجانب الذين يسعون إلى إخفاء إخفاقاتهم.
وأكد على أنه إذا بدأت الأمور السياسية في التحول داخل سوريا، فإن لحظة الحقيقة تقترب من المعارضة الخارجية. بقدر ما يجب أن تستمر في العمل في المنفى، يجب ألا تفعل ذلك في الجوار السوري. ليس إذا كانت ترغب في التصرف بشكل مستقل نيابة عن السوريين.
ونصح المعارضة السورية بالعمل من أوروبا الغربية ليس لأنها "تصرفت بشكل فعال لحماية السوريين.. لكن الاتحاد الأوروبي أو العديد من أعضائه يمكن أن يقدموا للمعارضة شيئًا لا تستطيع القوى الإقليمية القيام به".