بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
عاد مسلسل الحرائق مجهولة الفاعل ليضرب الأراضي الزراعية في شمال سوريا، وسط مخاوف الفلاحين من فقدان محاصيلهم التي يعتمدون عليها كمصدر وحيد للرزق، رغم تدني أسعارها وصعوبة تسويقها.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية، ضربت الحرائق مناطق متفرقة في محيط مدينة الحسكة وفي ناحية تل براك شرقها ومحيط بلدة تل تمر غربها، وجميعها مناطق تقع ضمن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، إضافة لوقوع حرائق على امتداد الطريق الدولي حلب الحسكة (إم 4) جنوب رأس العين وتل أبيض، وهي مناطق تقع تحت سيطرة الجيش الوطني المتحالف مع تركيا.
كما ضربت حرائق أخرى منطقة أبو خشب شمال ديرالزور الواقعة تحت سيطرة قوات "قسد".
ونقلت مصادر إعلامية موالية عن مدير زراعة الحسكة، رجب السلامة، قوله "إن حجم الحرائق المسجّلة لدى مديرية الزراعة حتى تاريخه وصلت إلى ١١١٠ هكتارات قمح و٦٤٧ هكتار شعير".
وأعلنت هيئة الإدارة المحلية التابعة لإدارة "قسد"، أن فوج الإطفاء لها، أخمد عشرات الحرائق في منطقة متفرقة من الحسكة، لكن هذا الفوج ذاته تعرض للانتقادات في ديرالزور.
وقال الناشط أحمد العسكر من دير الزور، إن فوج الإطفاء التابع لمجلس دير الزور المدني، مقصر في التصدي للحرائق حيث يملك أكثر من 30 إطفائية هي عبارة عن صهاريج مدهونة ومجهزة لم يستخدمها إلى الآن، خاصة في المنطقة الممتدة من أبو خشب إلى أم مدفع شمال دير الزور والتي حرق فيها أكثر 10 آلاف دونم خلال 24 ساعة الماضية.
وشدد العسكر في حديثه لبلدي نيوز، على الحرائق التي استهدفت الموسم الماضي والحالي للقمح والشعير هي بفعل فاعل، لأنها لم تحدث قبل وخاصة بهذه الضخامة، والمراد منها حرمان الاهالي من مصدر رزقهم الوحيد، والمتهم الأول هو نظام الأسد وميليشيات إيران".
في السياق، اتهمت إدارة "قسد" القوات التركية وفصائل الجيش الوطني المتحالفة معها، بالمسؤولية عن التسبب بإحراق المحاصيل الزراعية في عدة قرى بمحيط بلدة تل تمر، من خلال قصفها بقذائف الهاون.
وعلى الطرف المقابل، حملت جهات إعلامية معارضة قوات "قسد" المسؤولية عن حرق عشرات الهكتارات في المناطق المحاذية للطريق الدولي جنوب تل أبيض، عبر قصف المنطقة.
مخاوف
"أبو محمد"، وهو فلاح من ريف رأس العين الجنوبي، عبّر عن مخاوفه الشديدة أن يتكرر ما جرى العام الماضي هذه الموسوم، ولفت خلال مكالمة هاتفية معه ظهر اليوم أن حريقا يلتهم المحاصيل الزراعية أثناء اتصالنا به على مسافة 15 كم من قريته بمنطقة "الرزج" على الطريق الدولي.
وقال في حديثه لبلدي نيوز، إنه من المفروض أن يلتزم "الجيش الوطني" وقوات "قسد" بوقف إطلاق النار في هذه الفترة لحماية رزق المنطقة الوحيد الذي يبقي الناس فيها على قيد الحياة، لافتا أن بعض الحرائق ليست الحرب وتبادل القصف مسؤولة عنها بشكل مباشر ولكنها في منطقة المواجهة بين الطرفين هي السبب الأول والأساسي.
تدني الأسعار
وكان حدد كل من النظام وإدارة "قسد" سعر شراء القمح بـ 225 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، الأمر الذي أثار موجة كبيرة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع إدارة "قسد" إلى الإعلان أنها سوف تقوم بإعادة دراسة التسعيرة المعلن عنها.
وبالنسبة للشعير، يرفض كل من النظام و"قسد" شراء المحصول، وكانت مصادر إعلامية كردية نقلت عن الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في إدارة "قسد"، سلمان بارودو، قوله إن "الإدارة الذاتية لم تقرر بعد شراء محصول الشعير من المزارعين"، مرجحا شراء كميات قليلة فقط من المحصول.
وأشار إلى أنه بإمكان التجار تصدير الشعير شريطة شرائه من المزارعين بالسعر المحدد من قبل الإدارة الذاتية، وهو 150 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد من الشعير.
وفي المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الوطني الممتدة من رأس العين إلى تل أبيض، يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من القمح 150 ليرة سورية فيما يبلغ سعر الشعير 70 ليرة سورية.