بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
هاجم مدير صفحة "سوريا الفساد في زمن اﻹصلاح" الموالية، بمنشورٍ له، رامي مخلوف، ابن خال، رأس النظام، بشار اﻷسد، واﻹعلامية المحسوبة على "آل مخلوف"، ماغي خزام.
وكانت خزام، نشرت على صفحتها الشخصية في "فيسبوك"، منشورا سخرت فيه من أسماء اﻷخرس، زوجة رأس النظام، ووصفتها بسيدة الصبار!
واتهمت وسائل إعلام موالية للأسدين بضلوع مخلوف في صفقة مخدرات تم ضبطها في المملكة السعودية، قادمة من سوريا، عن طريق تعبئتها بعلب المتة.
ورد مخلوف ببيان نفى فيه الخبر السابق، واعتبره تشويها لشركة "خارطة" التي تنتج المتة ويملكها.
حرب فيسبوكية
ورغم أنّ الحرب لا تزال ضمن إطار التصريحات "الفيسبوكية" المنسوبة إلى بعض اﻹعلاميين الموالين ﻷحد الطرفين، إﻻ أنّ أحد أطراف الصراع "مخلوف-اﻷسد" لم يظهر عبر اﻹعلام، مبررا ما يجري، ما يؤكد أنّ الضوء اﻷخضر أعطي لتصفية الحسابات، لكن بطرقٍ غير رسمية، وعبر نشر الغسيل على حبال اﻹعلام.
وفي خطواتٍ استباقية شنها نظام اﻷسد، تحت مسمى "مكافحة الفساد"، طالت شركات آل مخلوف، وكان آخرها، قبل بضعة أيام، حيث حذّرت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، التابعة للنظام، شركتَي الاتصالات الخليوية في سوريا "سيريتل" و"إم تي إن" من عواقب عدم تسديد المبالغ المتوجبة عليهما لخزينة الدولة، وفق وكالة "سانا" الرسمية الموالية.
وبحسب "سانا"؛ حدّدت الهيئة يوم 5 أيار القادم موعدا لتسديد مبالغ وصلت إلى 233.8 مليار ليرة لخزينة الدولة، وذلك لإعادة التوازن إلى الترخيص الممنوح للشركتين وفق بيان الهيئة الذي أشار إلى أنه في حال عدم التسديد خلال المهلة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حقوق الخزينة. وتعود ملكية "شركة سيريتل" لابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف.
وعلّق موقع "سناك سوري" الموالي، على الخبر بالقول؛ "كيف تراكمت كل هذه المبالغ حتى وصلت إلى مئات المليارات؟".
لعنة اللوحة الهدية
واشتعلت الحرب بين طرفي الصراع "مخلوف-اﻷسد" على خلفية فضيحة اللوحة التي اشتراها بشار اﻷسد، هديةً لزوجته، بقيمة ثلاثين مليون دوﻻر.
تسريبات آل مخلوف
سبقها تسريبات نسبت ﻵل مخلوف أيضا، حين كشف هذا اﻷخير عبر صحفٍ روسية، ملكية "شركة تكامل" وعائديتها لـ"آل اﻷخرس"، والتي تتفرد بتوزيع "الغذاء" على السوريين في مناطق النظام، تحت اسم "البطاقة الذكية".
من يدير الصراع؟
والراجح؛ وفق تقارير إعلامية، تزامنت مع تحليلات لصحفيين وسياسيين معارضين، أنّ موسكو تقف خلف الكواليس، في إدارة ملف "الفضائح".
ويرجح وجود غضب روسي، من دور أسماء اﻷسد، متعلق بإدارة هذه اﻷخيرة وتفردها بملف "اﻻقتصاد"، بدلالة فشل الكثير من الصفقات وأبرزها "القمح" بين الطرفين.
وكتب الصحفي السوري المعارض، سعد فنصة، في منشورٍ له، على صفحته "فيس بوك"؛ "عصابة الحكم العائلي بدمشق تتفسخ مثل أي جيفة.. وتصدر الروائح المزعجة.. وهذا بالتالي يفسر التآكل المفرط لحقوق الناس بمن فيهم شرائح المؤيدين.. الجميع ينهب.. والتقارير الروسية أدركت أن النهاية باتت قريبة.. وقريبة جدا".
وينذر التفسخ في البيت الداخلي لآل اﻷسد، وفقا لتلك التكهنات بوجود رغبة دولية أيضا ﻹنهاء هذا الملف، ويضع الجميع أمام سؤال؛ من يدير ما تبقى من سوريا؟"، فمعظم التفاهمات الدولية تشير إلى بدأ مرحلة أولية ﻹخراج طهران من معادلة السيطرة، وبالتالي؛ إنهاء ولاية اﻷسد، وهذا يتفق مع الكثير من التقارير الإسرائيلية، لاسيما أن اﻷسد، لم يتقدم خطوة في إبعاد اﻹيرانيين، ويحاول المراوغة.
ذروة الصراع
وتؤكد معظم التصريحات والتراشق القائم بين عائلتي اﻷسد – مخلوف، أنّ السجال واﻻنقسام دخل مرحلة الذروة بين الطرفين، ويعيد إلى أذهان السوريين، صراع الثمانينات بين اﻷسد اﻷب وشقيقه رفعت، التي انتهت بصفقة خروج اﻷخير بعد نهب خزينة الدولة.
إﻻ أن ترتيب صفقة "خروج مخلوف" من المعادلة، ليست واضحة، لكنها وفق رأي الناشطة الحقوقية، هديل صالح، قد تكون تحت مسمى، "توجيه صفعة للفساد" وإبراز اﻷسد كمخلص للداخل.
وأضافت اﻷستاذة هديل؛ "ليس من المتوقع إخراج مخلوف لوحده من المعادلة، فهو ركن أساسي في إدارة الفساد، وسقوطه يعني سقوط إحدى دعامات القصر، ما يعني أنّ الضبابية لاتزال محيطة بالقصر، ومن المتوقع مشاهدة فصول جديدة، لكن هذه المرة بإدارة وإرادة خارجية".
وأردفت؛ "لن تقبل موسكو بإنهاء اﻷسد مؤقتا، ما لم تستكمل من اﻷخير سداد فاتورة الحرب، لكن يبدو أنّ هناك عملية ابتزاز، فمخلوف يقيم في روسيا، ما يعني أن رخصة الابتزاز كانت من الروس".
وما تخفيه اﻷيام القادمة من سجال وحرب ربما يشهد تطورا جذريا، بين "آل مخلوف - اﻷسد"، وبمطلق اﻷحوال لن يكون في صالح أحد الطرفين، في مستقبل إدراة البلاد ﻻحقا، وفق اﻷستاذ ملهم الشعراني الناشط الحقوقي.