بلدي نيوز - (محمد خضير)
تشكل مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة واحدة من التحديات التي تعيق عودة النازحين إلى منازلهم التي هجروا منها جراء العمليات العسكرية في أرياف إدلب وحلب.
وبعد مضي نحو شهر ونصف على سريان وقف إطلاق النار، وفق الاتفاق التركي - الروسي حول إدلب؛ لا يزال السكان الذين عادوا إلى منازلهم يتخوفون من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في الأراضي الزراعية القريبة منهم وتمثل مصدر رعب لهم.
يقول "أبو محمد" من قرية غانة بريف جسر الشغور لبلدي نيوز: "نزحنا من قريتنا عند اشتداد وتيرة المعارك في جبهة الساحل وجسر الشغور، والقصف من سلاح الجو الروسي والتابع للنظام، وعند كل اتفاق نعود لمنازلنا وحقولنا لحراثتها وزراعتها، ولكننا كنا نتفاجئ أن المنازل مدمرة والحقول مليئة بالذخائر غير المنفجرة".
وأضاف: "تمضي أيام قليلة ونسمع عن انفجار هذه الذخائر بالمدنيين العائدين حديثا إلى أراضيهم، وهذا يثير الخوف والرعب في نفوسنا ويؤخر العودة والعمل في الحقول الزراعية، ولم نكن ندرك خطورة هذه الأسلحة إلا بعد عودتنا،
فهي تبقى تشكل خطرا يهدد حياتنا لسنوات، وتعيق الحياة في المنطقة التي تنتشر فيها".
بدوره "أسامة الحسين" مدير مركز الإزالة في الدفاع المدني بقطاع جسر الشغور قال لبلدي نيوز: "نتلقى بلاغات من مزارعين ومدنيين بمناطقهم تفيد بوجود ذخائر غير منفجرة، هذا يتزامن مع البدء بفلاحة الأراضي وزراعتها، وأثناء الفلاحة يكتشف المزارع ذخيرة أو أجسام غريبة أو أشكال غير مألوفة، فيقومون بإبلاغ فرق الدفاع المدني".
وعن طريقة عملهم قال: "لدينا فرق مسح مختصة يقوم بمسح الأراضي الزراعية، وتحديد الأراضي التي تنتشر فيها الذخائر غير المنفجرة، وتضع هذه الفرق إشارة تحذيرية أو علامة تميزها، ومن ثم تقوم بإبلاغنا بوجودها وإعطاء إحداثياتها".
وأضاف: نتوجه نحن كفريق إزالة الذخائر إلى المكان بصحبة سيارة إسعاف خاصة بفريقنا، ونبلغ أقرب نقطة طبية تحسبا لأي طارئ، ومن ثم نقوم بعدة مراحل أولها تكديس أكياس الرمل حول الذخيرة، من أجل حماية الفريق وحماية المنطقة المحيطة، والخطوة الثانية هي إتلاف الذخائر بنفس المكان، وهناك عدة طرق خاصة لإتلاف الذخائر سواء قنابل عنقودية أوقذائف هاون أو أي شيء يشكل خطر على حياة المدنيين".
وذكر أن فريق الذخائر في جسر الشغور استجاب لـ ٢١٧ عملية تفجير ذخائر، كما أصيب 4 من عناصر الفريق جراء استهدافهم بالصواريخ العنقودية.