بلدي نيوز – (أيمن محمد)
سيطر تنظيم الدولة، اليوم السبت، على عدد من النقاط الحيوية في مدينة ديرالزور ومحيطها، والتي تعتبر من أهم النقاط التي تتمركز فيها قوات الأسد التي تسيطر على عدة أحياء في المدينة.
وسيطر التنظيم على مشفى الأسد وحاجز البانوراما والسكن الجامعي، وصوامع الحبوب والتي تقع بمجملها جنوب غربي المدينة.
حيث يعتبر مشفى الأسد من أهم النقاط التي تتمركز فيها قوات النظام، فعدا عن أهميته العلاجية لقوات النظام، فهو مركز لتجمع قواته، حاله كحال جميع المشافي في سوريا التي يسيطر عليها النظام، والسيطرة على المشفى وإخراجه عن الخدمة يعني الكثير للنظام، فهو يشرف على الطريق الذي تستخدمه قوات الأسد للمرور إلى الجبل المطل على المدينة، والذي يعتبر خط الاتصال الأساسي بين المطار شرقي المدينة، والأحياء التي يسيطر عليها النظام غربي مدينة ديرالزور.
المطار الذي يعتبر المنفذ الوحيد لمرور الإمدادات إلى المدينة عبر طائرات الشحن التي تهبط فيه، والمخرج الوحيد لعناصر النظام من المدينة، والذين يخرجون منها عبر طائرات الشحن نفسها التي تهبط في المدينة بشكل دوري ويومي أحياناً.
قطع خط الاتصال مع هذا المطار سيكون كارثة على قوات النظام، التي ستباد بسبب انقطاع الإمداد في حال خسارته، وبخاصة أن الحالة النفسية لعناصر النظام ستنهار بمجرد حدوث ذلك، فهو مخرجهم الوحيد من المدينة المطوقة بالتنظيم، والتي تبعد أقرب منطقة للنظام عنها عشرات الكيلومترات شمالا باتجاه الحسكة، حيث تسيطر قوات سوريا الديموقراطية على عدد من المواقع، وتبعد تدمر 210 كم عن دير الزور، عبر طريق صحراوي قطع منذ دخل التنظيم إلى المدينة 2014.
عملية التنظيم في المشفى تمثل بداية عملية السيطرة على الجبل المطل على المدينة، والتي تعني عملياً سقوط الأحياء التي يسيطر عليها النظام تلقائياً بعد فترة، فقوة النظام في ديرالزور تتركز في ثلاث نقاط رئيسية هي المطار شرقاً ومعسكر الطلائع واللواء 137 غرباً، وبينهما الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم، وخط نقل يمثله الجبل الذي يصل بين المطار واللواء 137 .
حيث شكل الجبل خلال سنوات الحرب مشكلة كبيرة للثوار ثم للتنظيم، بسبب إشرافه على كامل المدينة، والترسانة العسكرية الكبيرة التي نشرها النظام عليه من مدفعية ودبابات وغيرها.
يضاف إلى الهجوم الكاسح على جنوبي غربي المدينة، هجوم أخر شنه التنظيم على جبل الثردة جنوبي شرقي المطار الواقع شرقي المدينة، إضافة لهجوم ضمن المدينة في منطقة الموظفين، والذي يبدو أنه محاولة لتشكيل فكي كماشة مع الهجوم على المشفى للضغط على دوار الدلة من جهتين، بهدف الوصول إليه وقطع الاتصال مع الجبل، خاصة أن التنظيم قد سيطر على مبنى الاطفائية على شارع بورسعيد، الذي يعتبر على بعد عشرات الأمتار من حاجز الدلة.
شرقي المدينة تقدم التنظيم في حي الطحطوح، ما يجعل الهجوم الذي يحدث الآن في دير الزور هو الأوسع منذ دخول التنظيم إلى المدينة، والذي ينفذ وفق استراتيجية مختلفة عن الهجمات السابقة، التي كانت تستهدف المطار بشكل أساسي مع هجمات متفرقة أصغر في باقي المدينة.
فسيطرة التنظيم على حي الموظفين بشكل كامل، تعني إتمام اتصال قواته فيه مع قواته التي نفذت الهجوم على المشفى والصوامع وحاجز البانوراما، ثم استخدام البادية للهجوم على الجبل، الذي ما تزال قوات النظام تسيطر عليه، خصوصاً بعد تقدم التنظيم في الطحطوح، حيث لم يعد يفصله عن المطار سوى حي هرابش.
جملة الهجمات المتعددة المحاور على النظام في ديرالزور، تعني تشتيت قوة النظام وقدرته النارية، وتعني المزيد من الخسائر في قواته المشتتة على ثلاث جبهات الآن، والتي خسر النظام خلالها العشرات من القتلى والجرحى والأسرى، حيث يدل قطع الاتصالات عن المدينة على ضخامة الهجمة، وخشية قوات النظام من تسريب أخبار الوضع المزري لقواته فيها، فقطع الاتصال بين المطار واللواء 137 لم يحدث سابقاً، وهو دليل على ضخامة الهجوم، والذي قد يعني انهيار النظام مبدئياً في القسم الغربي من المدينة بعد سقوط الجبل، ففي حال سقوط الأحياء التي يسيطر عليها النظام في المدينة يصبح المطار أخر المواقع للنظام التي قد تبقى تحت سيطرته.