بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)
يعد المجتمع السوري من أكثر المجتمعات تماسكا وتقاربا من الناحية الاجتماعية من خلال الزيارات والتواصل، لكن في ظل حرب النظام المتواصلة للعام العاشر تراجعت هذه العلاقات لحد كبير لعدة أسباب، أهمها التهجير والتشرد الذي حصل للعوائل والأوضاع المادية المتردية.
وقال "محمد حسون"، وهو مهجر من قرية سد الشهباء بريف حلب الشمالي، لبلدي نيوز، إن "الجانب الاجتماعي الذي وصلنا إليه مؤلم لدرجة كبيرة، حيث أن التباعد وقلة الزيارات أصبح أمرا طبيعيا، حيث تجد أن زيارة العائلة لبيت جدهم صارت سنوية بعد أن كانت أسبوعية، وأيضا زيارة الإخوة لبعضهم والأقارب بشكل عام، والسبب الرئيسي الوضع المادي المتردي".
وأضاف حسون "أن غالبية المهجرين لا يملكون واسطة نقل، وإن وجدت فالمعيشة غالية وأصبحت الجمعة واللمة مكلفة سواء بالطعام أو بالتنقل".
من جانبها، قالت أم مصعب، وهي مهجرة من مدينة حلب، "بتنا نشتاق للجمعات العائلية لكن وضع الناس بشكل عام أصبح تعيسا، فترى من يسكن ضمن الخيمة لا يملك مكانا للجلوس ولا حتى أثاث، وكذلك هو الحال لمن يسكن في منزل، حيث أن غالبيتها تتكون من غرفة واحدة ولا يوجد سوى بعض الحاجيات الضرورية فقط من أجل الاستمرار في العيش".
وتضيف أم مصعب "في فصل الشتاء يزداد الأمر صعوبة خصوصا أن غالبية المهجرين بالكاد يكون لديهم مدفأة واحدة وهذا يمنع الزيارات".
وحول العادات والتقاليد، تقول أم مصعب "فقدنا النسيج الاجتماعي وأجواء العيد ورمضان والسهرات التي تجمع الأقارب والذي بدوره انعكس سلبا علينا، وخاصة لدى الأطفال الذين انعدمت لديهم فرص اللعب والتسلية والاختلاط والذي بدوره انعكس سلبا على حياتهم".
الجدير بالذكر أن المجتمع السوري بكل مناطقه يعيش وضعا اقتصاديا واجتماعيا صعبا للغاية في ظل حرب النظام وحلفائه على الشعب، ما أجبر الملايين على السفر والهجرة وتشتت الناس في أصقاع الأرض، وأصبحت صلة التواصل الرئيسية هي الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي بدل اللقاءات.