بلدي نيوز-إدلب (محمد وليد جبس)
أعلن القيادي في "هيئة تحرير الشام" المدعو "أبو مالك التلي"، أمس الثلاثاء السابع من أبريل/ نيسان، استقالته عن صفوف الهيئة في بيان رسمي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر خلاف سابق بينه وبين "أبو محمد الجولاني" متزعم الهيئة لجهة التغير الحاصل في سياسة الفصيل الذي يتبع له.
وقال "التلي" في بيانه: "إنني قد عزمت مفارقتي لهيئة تحرير الشام، وذلك بسبب جهلي وعدم علمي وقناعتي ببعض سياسات جماعة الهيئة، وهذا أمر فطري فقد جبل الإنسان على حب المعرفة، وهذا الذي دفعني إلى مفارقة هذه الجماعة"، على حد تعبيره.
"أبو مالك التلي" هو "جمال زينية" سجين سياسي في أقبية النظام حكم عليه بالسجن لمدة 20 عاما، أطلق النظام سراحه من سجن صيدنايا بداية اندلاع الثورة عام 2011 بعد سبع سنوات قضاها من الحكم، وعاد إلى مدينة التل في ريف دمشق التي ولد وترعرع فيها، وشكل مجموعة قتالية صغيرة وشارك في عدة معارك ضد قوات النظام، وتعرض لإصابة في معركة "تحرير التل".
انتقل "التلي" بعد إصابته إلى الجرود وشن عدة معارك في منطقة عرسال والقلمون ورنكوس وعسال الورد، وانضمت إليه العديد من كتائب المعارضة المقاتلة وتزعم المنطقة بعد أن أصبح يقود أكبر فصيل تابع لـ "جبهة النصرة" في المنطقة، وعاد أدراجه إلى مدينته "التل"، وانشقت بعدها عدة كتائب عن صفوفه كــ "الكتيبة الخضراء" وانتمت إلى تنظيم "داعش" وحصل على إثرها خلافات واقتتال داخلي.
واشتهر "التلي" في العديد من الخطابات شديدة اللهجة لتنظيم "داعش" عام 2015، داعياً عناصر التنظيم في القلمون إلى ترك التنظيم حيث قال في إحدى خطبه، أن عناصر التنظيم بالغوا في قتل المسلمين واستباحوا دمائهم وأموالهم وكفروا من خالفهم.
وتزعم "التلي" عدة صفقات مع "حزب الله" اللبناني في المنطقة منها تسليم الجرود والقلمون ويبرود، وصفقات أخرى مثل "راهبات معلولا" وعناصر يتبعون لـ "حزب الله"، واتهم على إثرها بتلقي الأموال تقدر بملايين الدولارات.
وخرج "التلي" من ريف دمشق في صفقة المدن الأربع إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا مع عناصر فصيله، وأكمل مسيرته في صفوف "هيئة تحرير الشام" وتقرب من زعيمها "أبو محمد الجولاني"، وبات أحد أعضاء مجلس الشورى العام التابع للهيئة، كما أصبح المرجع الرئيسي لأكثر من 70 بالمئة من مهجري دمشق المقيمين في الشمال السوري.
ويحسب "التلي" على القسم المتشدد في صفوف تحرير الشام أسوة بـ "أبو اليقظان المصري"، و"أبو الفتح الفرغلي" وغيرهم، وعرف بمعارضته للتدخل التركي في المناطق المحررة منذ بدايته وحصل خلافات بينه وبين قيادة "تحرير الشام" على خلفية قبولها إنشاء نقاط مراقبة تركية في المنطقة ومرافقة عناصر الهيئة للأرتال التركية التي تسير ضمن مناطق سيطرت فصائل المعارضة، واتهم "تحرير الشام" بتطبيق اتفاقية "سوتشي" ومنع أي عمل ضد النظام.
يذكر أن "بسام صهيوني" رئيس مجلس الشورى العام في حكومة "الإنقاذ" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، استقال يوم أمس الثلاثاء، من منصبه لأسباب مجهولة.