ما تأثير معارك صحراء حمص على معركة حلب؟ - It's Over 9000!

ما تأثير معارك صحراء حمص على معركة حلب؟

بلدي نيوز – حمص (عمر الحسن)
يبدو أن الصحراء السورية تشهد معارك مفصلية وهامة في عمر الحرب السورية، فالروس يستخدمون النظام والميليشيات الشيعية للمواجهة في تلك المنطقة، التي تعتبر إحدى أعقد ساحات المعارك الصحراوية منذ معارك "العلمين" خلال الحرب العالمية الثانية، فعلى الرغم من ضخامة معارك حرب الخليج الثانية، لكن معارك الصحراء السورية مختلفة جداً بسبب مرونتها الشديدة، والمناورات الواسعة التي تنفذ خلال هذه المعارك، والمفاجآت التكتيكية التي حدثت أكثر من مرة، وبخاصة الهجمات المفاجئة لتنظيم الدولة غرب حمص، والتي سيطر خلالها على الكثير من مواقع النظام وقطع طريق تدمر-حمص، محاصراً قوات النظام ضمن مدينة تدمر بعد أن طوقها من جميع الجهات.
فبعد ما لا يقل عن ألف غارة جوية، وآلاف قذائف المدفعية والصواريخ، انسحب تنظيم الدولة من المدينة بعد قتال عنيف، والعديد من العمليات والعربات المفخخة، التي كبدت النظام وحلفائه خسائر فادحة، لتعيد قوات النظام السيطرة على المدينة الأثرية ولتدخلها وتهجر سكانها وتحرق ما بقي صامداً من بيوتهم، وتعطي قسماً من أفضل أحيائها للميليشيات الأفغانية والعراقية، وتمنع أهلها لحد اللحظة من العودة إليها، فحتى الموالون منهم لم يُسمح لهم سوى بالدخول لتصورهم القنوات التابعة للنظام وهم يصوتون خلال انتخابات مجلس الشعب، ثم ليجبروهم مرة أخرى على الخروج من المدينة قبل الغروب.
بعد الانسحاب من المدينة كثف التنظيم عملياته في بادية حمص، والتي تعتبر من المناطق الاستراتيجية بالنسبة لإيران وروسيا في سوريا، فامتدادها شرقاً هو البادية السورية التي تصل حتى معبر التنف، والتي تعتبر معبراً مهماً للعراق ويجب على النظام الحفاظ على طريق له باتجاه العراق، كي لا يحدث انقطاع جغرافي في "الهلال الشيعي" في تلك المنطقة.
إضافة لحقول الغاز ومناجم الفوسفات والثروات الأخرى، والتي تجعل هذه المنطقة مهمة وحيوية جداً للتمدد في الاتجاهات المختلفة سواء شرقاً وشمالاً وجنوباً، ووجود مطارات الشعيرات والتيفور والتي تعتبر أهم مطارات سوريا والتي تمتلك مدى عملياتي يغطي معظم الأراضي السورية.
يستثمر التنظيم معاركه في ريف حمص الشرقي لاستنزاف النظام للحد الأقصى والضغط عليه، فمجرد سقوط الخطوط الدفاعية المشكلة من مجموعة نقاط في البادية السورية شرق وجنوب شرقي حمص، والتي تشكل المطارات إحدى ركائزها، فستصبح مدينة حمص التي قاتل النظام من أجلها لسنوات مكشوفة للتنظيم، الذي قد يقدم على تنفيذ هجمات كبيرة فيها تهز أركان النظام وتجبره على إرسال القوات من مناطق مختلفة لحماية "عاصمته"، وقد تجبره على ترك معارك مهمة للعودة لحمايتها.
فسيطرة التنظيم على حمص أو على الأقل الإخلال بحالة (السيطرة المطلقة) للنظام عليها، تعني التأثير وبعنف على تدفق القوات والإمدادات والمواد المختلفة من الساحل باتجاه دمشق والعكس، وقد تصل لمرحلة شطر "سوريا المفيدة" إلى نصفين، ما قد يعني خسارة الأسد لدمشق والمنطقة الجنوبية وانكفائه في الساحل، عدا عن التهديد المباشر للبنان عبر القلمون.
لكن قبل مدينة حمص يبدو أن التنظيم يسعى لاستعادة السيطرة على تدمر، فإعادة تطويق المدينة تعتبر مجرد مقدمة لاستعادتها، خصوصاً أن طرق الإمداد قطعت عنها، ويعتبر طريق حمص تدمر مناسباً جداً لتنفيذ الكمائن والذي يستطيع التنظيم استهداف أي قوة أو إمدادات تتحرك على طوله، وستكون عملية تأمين الأرتال التي قد تسير على طوله صعبة ومكلفة.
ما يعني وجود ضغط لوجستي وعسكري كبير سيقع على قوات النظام، الذي سيضطر لإرسال قوات كبيرة ترافق الإمدادات التي سترسل للمدينة في حال أعاد فتح الطريق، وسيجبر حواماته وربما الحوامات الروسية على مرافقة هذه الأرتال خلال الصحراء، والتي ستتعرض لكمائن كثيرة تستنزف النظام وتكلفه الكثير.
صحراء حمص ومعركة حلب
على الرغم من أن سيطرة النظام على تدمر اعتبرت نصراً له، لكنها أصبحت عبأً كبيراً عليه أيضاً وليس من السهولة عليه الحفاظ عليها، واستخدام احتياطي قواته في تأمين الطريق إليها، وهو في أمس الحاجة لكل جندي للدخول في معركة حلب.
هذا الأمر يستغله التنظيم بشكل واقعي مكثفاً هجماته على النظام في صحراء حمص الشرقية، بسبب إدراكه لعدم قدرة النظام على تنفيذ عمليات كبرى في المنطقة أو إرسال الكثير من القوات، فهو يحشد باتجاه حلب، و سيكون من الصعب عليه إعادة سحب قواته باتجاه حمص، بخاصة بعد نقل الروس لقسم كبير من مدفعيتهم من تدمر إلى حلب بعد "انتهاء" المعارك فيها، إضافة لاحتدام المعارك في ريف حلب الجنوبي والتي خسر خلالها النظام عدداً من المناطق.
حيث سيستغل التنظيم الأحوال الجوية، وارتفاع الحرارة والعواصف الغبارية لتنفيذ الهجمات على قوات النظام في المدينة، ما يعني أن الدعم الجوي والمدفعي سيكون في أقل مستوياته، ما قد يسمح للتنظيم بالعودة للسيطرة على المدينة، وطرد قوات النظام منها مرة أخرى.
معارك صحراء حمص سيكون لها انعكاسات في كافة أرجاء سوريا، فالنظام الذي يحشد للدخول في معركة حلب قد يضطر لإيقاف معركته فيها، وإعادة الالتفات نحو ريف حمص، مع تقدم التنظيم والهجمات الواسعة التي تتعرض لها قواته في ريف حمص، وبخاصة إذا بدأ التنظيم بعمليات تستهدف قوات النظام في مدينة حمص ذاتها.

مقالات ذات صلة

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

حمص.. عشرات القتلى والجرحى بغارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران في تدمر

الخارجية الإيرانية: الزيارات إلى سوريا دليل على علاقاتنا الجيدة معها

رأس النظام يلتقي وزير الدفاع الإيراني

خلفت قتلى.. غارات إسرائيلية على دمشق وريفها