بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
انتهزت الصحف الموالية، أزمة "كورونا" وبدأت تعزف على وتر "ابتزاز التجار ورجال الأعمال"، تحت مسميات "وطنية متنوعة، كالتكافل الاجتماعي وغيرها.
ونشرت صحيفة "الوطن" الموالية، بقلم عبد الفتاح العوض، مقالا حمل عنوان؛ "الصمت في زمن الكورونا"، هاجم فيه رجال الأعمال، ووصفهم بأنهم يقومون بـ"الحجر على أموالهم كي لا تتلوث بأيدي الفقراء"، مضيفا؛ أنهم "من حصاد اقتصاد الفساد وأن فكرة المسؤولية الاجتماعية ليست واردة في قاموسهم".
وكانت هاجمت الصحفية الموالية لمى عباس، رجل أعمالٍ دمشقي، لم تتطرق إلى ذكر اسمه، واتهمته بأنه السبب في إدخال فيروس "كورونا" إلى البلاد.
ولم يكتفِ النظام بمهاجمة رجال الأعمال من خلال إعلامه، وإنما اتجه لممارسة نوع آخر من اﻻبتزاز عبر أجهزته اﻷمنية، فقد ذكر تقرير لموقع "صوت العاصمة" المعارض؛ أنّ دوريات الأمن السياسي طالبت أصحاب بعض المحال التجارية في بلدتي قدسيا والهامة بريف دمشق الغربي، بمبالغ مالية تراوحت بين 100 و150 ألف ليرة سورية، تُدفع لمرة واحدة، مقابل السماح لهم بمزاولة عملهم وعدم الالتزام بقرار الإغلاق المفروض.
وذكر الموقع أن المبلغ وصل إلى 250 ألف ليرة سورية، في بلدات جنوب دمشق (يلدا، ببيلا، بيت سحم).
وأصدرت حكومة النظام قرارا يوم اﻷربعاء، فرضت فيه حظرا للتجوال، دخل حيز وبدأ من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، ثم أردفته بعقوباتٍ تنوعت بين السجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات، مرورا بدفع مبلغ وصل سقفه إلى خمسمائة ألف ليرة، للمخالف.
وكانت أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، يوم الأربعاء، ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى 5 حالات، 4 منها في ريف دمشق.
يشار إلى أنّ استجابة رجال الأعمال لأقلام الصحفيين الموالين، استجاب لها، محمد حمشو، و المدعو "فادي محمد عيسى"، الذي وصفه موقع "أخبار سورية اﻻقتصادية" بأنه رجل أعمال، وتبرع هذا اﻷخير بمبلغ 100 مليون ليرة سورية، لتوزيعها على المحتاجين والفقراء سواء على شكل أموال نقدية أو سلل غذائية.
وبالعودة إلى كلام العوض؛ فقد ختم مقاله باتهام رجال اﻷعمال بجمع أموالهم بطرقٍ غير مشروعة، إﻻ أنه تغافل عن "الساكت" و"المتفرج" على "سرقات أولئك الرجال"، ويبدو أنه هو اﻵخر سقط في فخ عنوانه؛ "الصمت في زمن الكورونا".
مواقع أخرى هاجمت رجال اﻷعمال، متجاهلةً سياسة النظام وعجزه عن إيجاد "خطة طوارئ" للأزمات، ويبدو أنّ حتى الوﻻء ليس شفيعا في "جباية اﻷموال".