بلدي نيوز – سما مسعود
قال المحلل السياسي التركي محمد زاهد غُل في حديث خاص لبلدي نيوز "إن تركيا ستعمل على إبعاد الخطر عن أراضيها وليس على محاربة داعش بالضرورة"، وذلك في توضيح له حول تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة، والتي قال فيها "كل الخيارات مطروحة لوقف تعرض بلدة كلّس لقصف من داخل سورية".
وقد بيّن "غُل" أن هذا ليس التصريح الأول من نوعه، "فقبل نحو أسبوع تحدث نائب رئيس الوزراء في هذه العبارة أن كل الخيارات مفتوحة"، بما في ذلك خيار التدخل العسكري المباشر للقوات التركية في سورية من أجل حسم الموضوع.
حيث تتعرض مدينة كلّس جنوب تركيا لقصف مدفعي وصاروخي، مصدره الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة.
فقد سقط على المدينة منذ 18 كانون الثاني 2016 ما يزيد عن 50 صاروخاً، موقعة العشرات من القتلى، والعديد من الإصابات، وتشهد مدينة كلّس موجة نزوح تشمل سكانها الأتراك واللاجئين السوريين بسبب القصف.
كما أوضح "غل" لبلدي نيوز أن تركيا تسعى لحسم المعركة بطرق غير مباشرة تتمثل بـ "القصف المدفعي لمواقع إطلاق الصواريخ أو لمواقع مركزية لداعش في المناطق المقابلة لكلس من الجانب السوري"، معتبراً قصف مناطق داخل تركيا أمراً ينذر بالخطر.
ويبلغ المدى الأقصى للمدفعية التركية التي تقصف مواقع تنظيم "الدولة" الإسلامية في سورية نحو 40 كيلومتراً.
وكانت تركيا قد أعلنت نيتها إقامة منطقة آمنة بعمق 18 كم في الأراضي السورية، حيث أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات صواريخ أميركية مضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا خلال شهر أيار المقبل، لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وتستهدف الأراضي التركية، حيث أوضح حينها وزير الخارجية التركي أن الصواريخ الأمريكية مضادة للصواريخ هي من نوع (هايمارس) التي يصل مداها إلى 90 كم وسهلة التنقل.
وقد وصف "غل" هذه العملية قائلاً :" تحاول تركيا الآن إبعاد الخطر بشكل مباشر عبر تدخل غير مباشر" وأردف قائلاً: "بقناعتي إن لم ينجح الأمر يجب على الدولة التركية أن تتخذ قراراً من قبيل الإنزال الجوي أو التدخل العسكري البري".