بلدي نيوز - حماة (مصعب الأشقر)
شهدت منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، غيابا تاما للزراعة في الموسم الحالي 2020 جراء الحملة العسكرية التي أطلقها النظام وميليشيات إيران بدعم روسي على المنطقة منذ مطلع العام الحالي، في ظاهرة تعد هي الأول من نوعها منذ أكثر من 50 عاما.
وفي تصريح خاص للمهندس الزراعي غسان عبود لبلدي نيوز؛ قال إن "غياب الزراعات هذا العام عن السهول الزراعية والتي يقدر مساحتها ب 200 ألف هكتار، تعود للعملية العسكرية التي أطلقتها قوات النظام وميليشيات إيران وتقدمهم على بلدات وقرى عديدة في المنطقة".
وأضاف؛ "لم يستطع المزارعون الوصول إلى حقولهم هذا العام وزراعتها، ما ينذر بكارثة حقيقية تلقي بظلالها على المزارعين أولا، والذين سيعانون من الفقر والبطالة، إضافة لارتفاع أسعار الخضروات والقمح في الأسواق، مما سيسهم بأزمة اقتصادية حقيقية، سيما أن منطقة الغاب تعد السلة الزراعية الرئيسية للشمال السوري".
وأكد العبود أن منطقة سهل الغاب لم تغب عنها الزراعات والغطاء الأخضر منذ استصلاح منطقة الغاب في العام 1968 إلا أن جرائم الأسد وميليشياته، أبت إلا أن تخلق واقع تصحر جديد يقضي على مخزونات البلاد واقتصادها.
يشار إلى أن قرى وبلدات سهل الغاب وجبل شحشبو غرب حماة وما تحتويه من سهول خصبة ومراعي طبيعية كانت من أولى المناطق في إنتاج الحليب وتصديره إلى مختلف المحافظات السورية سيما مدينة حلب.
وتعتبر منطقة سهل الغاب وجبل شحشبو من أهم الخزانات الطبيعية للثروة الحيوانية في سوريا، إذ وصل عدد رؤوس الأبقار في الأعوام الأولى من الثورة إلى ما يقارب 14 ألف رأس من الصنف المستورد الحلوب، فيما تجاوز عدد رؤوس الأغنام في تلك المناطق الـ 150 ألف رأس.
وكانت قوات النظام شنت عملية عسكرية واسعة في أيار العام الماضي سيطرت خلالها على عدة بلدات في ناحية قلعة المضيق جنوب سهل الغاب، وأتبعتها بعملية ثانية أواخر الشهر الماضي، أجبرت ما تبقى من سكان السهل على مغادرة بلداتهم وحقولهم.