"الفيتو".. رسالة واشنطن لكبح جماح الروس في إدلب - It's Over 9000!

"الفيتو".. رسالة واشنطن لكبح جماح الروس في إدلب

بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)

عرقلت الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، اليوم الجمعة، مسودة بيان يدعم الاتفاق الروسي التركي حول وقف إطلاق النار في إدلب، بعد أن عقدت جلسة بخصوص الاتفاق بطلب روسي.

ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب على خط التماس الذي تم إنشاؤه وفقًا لمناطق "خفض التصعيد"، وإنشاء ممر آمن بطول 6 كيلومترات إلى الشمال وجنوب الطريق M4 في سوريا.

إضافة إلى العمل على توفير حماية شاملة لكل السوريين وإعادة النازحين، وتسيير دوريات تركية وروسية، ستنطلق في 15 من آذار الحالي على امتداد طريق حلب - اللاذقية (M4) بين منطقتي ترنبة غرب سراقب، وعين الحور بريف إدلب الغربي، بحسب الاتفاق.

واللافت أن الفيتو الأمريكي جاء على الرغم من الترحيب الأمريكي بالاتفاق، وكذلك ترحيب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وعن دلالات الفيتو الأمريكي يقول الباحث عبد الوهاب العاصي: "دعوة روسيا مجلس الأمن الدولي لتمرير مقترح يوثّق التفاهم الذي حصل في إدلب، يهدف إلى شرعنة مسار أستانا ومن ثم تحويل مخرجاته من مذكّرات تفاهم إلى اتفاق معترف به دوليّاً، مع احتمال إجراء تعديلات على بعض بنوده".

ويضيف العاصي بحديثه لبلدي نيوز: "روسيا تريد تشريع الأمر الواقع الذي فرضته ميدانياً وأطرته سياسياً مع تركيا وإيران، نظراً لحاجتها إلى تحويل المنجزات إلى مكاسب سياسية ملموسة".

ويعتبر أن التشريع الدولي لمخرجات مسار أستانا يُعطي مرونة للمضي بتحويل هذه المكاسب لواقع ملموس ومن ثم التملص من الأعباء الاقتصادية، بالمقابل يبدو أنّ أمريكا لا تريد منح روسيا شرعية لما أنجزته مجاناً ولا يمكن ذلك أصلاً، لما يحمله من مخاطر على مستقبل تواجدها في شرق الفرات، وتقويض قدرة قانون سيزر لاحقاً في الضغط الأقصى على النظام السوري اقتصادياً". وأضاف: "طبعاً يُشكّل الفيتو الأمريكي دعماً لموقف تركيا في سورية، لكنه لا يعني تقويض قدرة روسيا على الاستمرار، فسبق أن رفعت الولايات المتحدة حق النقض على مشروع سابق لتوثيق مسار أستانا في مجلس الأمن، وهذا لم يثنِ روسيا عن الاستمرار".

وفي السياق، يقول الصحفي السوري فراس علاوي عن الفيتو الأمريكي: "ليس له علاقة بالوضع على الأرض لأن أمريكا وأوروبا لا تدخل في إدلب، لكن الفيتو يهدف للحيلولة دون زيادة التقارب التركي الروسي وتحويله الى تحالف في سوريا وخارجها، لذلك هم قطعوا الطريق على هذا التحالف برفضه".

ويرى علاوي أن "روسيا وتركيا وجهتا رسائل للمجتمع الدولي من خلال اتفاقهما، وحاولتا أن تجعلان من المسارات التي يرعاها جزء من الحل في سوريا تضاف الى مسار جنيف، لكن الأمريكان يرفضون أي حل لا يكون تحت إشرافهم بالكامل، لذلك هدفوا من الفيتو لإفشال التحالف التركي الروسي". 

من جهته، يرى المحلل السياسي "عبد المجيد عقيل"، إن الفيتو يندرج في إطار الرسائل السياسية ولن يكون له تأثير مباشر على الاتفاق بالنسبة للأرض".

وأوضح "عقيل" بحديثه لبلدي نيوز أن الرسائل الامريكية لروسيا بدأت قبل الفيتو، حين ساندت تركيا سياسيا واستخبارتيا وذلك لكبح عنجهية الروس، لأنه عندما تدخل أمريكا فهي قادرة على محو كل الخطوات الروسية، لذلك الفيتو هو رسالة أخرى للروس مضمونها أن واشنطن قادرة على خلط الأوراق بأي لحظة تشاء، وهو رسالة للاتراك أن أمريكا لن تسمح بسيطرة النظام والروس على كامل سوريا، إضافة إلى أنه بقدر اقتراب أنقرة من واشنطن سوف تحصل على دعم أكبر كلما ابتعدت عن موسكو أكثر". 

يشار إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، قال إن النصر لن يكون حليف الروس ونظام الأسد في منطقة إدلب السورية.

وأضاف جيفري في تصريحات صحفية نقلتها شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية: "القضية التي يتبناها الأتراك ونؤيد أن وقف إطلاق النار بإدلب يجب أن يكون دائما وحقيقيا، الوضع بالنسبة لإدلب مختلف ولا أعتقد أنهم سينتصرون هناك، وسبب هذا هو عدم انسحاب الأتراك".

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

درعا.. تشكيل قوة تنفيذية أهلية في جاسم لمواجهة المخاطر الأمنية

"التفاوض السورية" للاتحاد الاوربي: التطبيع مع النظام ينسف القرار 2254

بالإدانة.. خارجية النظام ترد على تجاهل إسرائيل للنداءات الدولية لوقف الغارات على سوريا

قوات النظام يواصل قصفه على شمال غرب سوريا

غارات إسرائيلية جديدة على المزة بدمشق