في سوريا.. نازحون بضيافة نازحين - It's Over 9000!

في سوريا.. نازحون بضيافة نازحين

بلدي نيوز - (ليلى حامد)

"نازحون يستضيفون نازحين" عبارة طالما ترددت كثيرا في إدلب، وباتت أكثر ما يتم تداوله حين تسأل أحدهم "أين تقيم اليوم؟" فيجيب: عند نازحين مثلنا.

ويؤكد كثير ممن التقتهم مراسلة بلدي نيوز أن "هناك حالة من التضامن اﻻجتماعي في إدلب عموما" نتيجة اﻹحساس بالهم الثوري والمصير المشترك، وهو القاسم المشترك والجامع لهؤلاء.

وتتفاقم معاناة المدنيين في إدلب بالتزامن مع مواصلة النظام والروس التصعيد العسكري وقضم المناطق، في وقت يشعر فيه هؤلاء بالخذلان ﻻسيما من الجيران.

ويعتقد "أبو العبد" من مهجري الزبداني، أن اﻷزمة أظهرت أيضا معادن الناس والتفافهم حول بعضهم.

وتحدث لمراسلة بلدي نيوز فقال: "استقبلنا أهالي أريحا جنوب إدلب في منازلهم، ونحن اليوم في ضيافة أهالي المدينة"، وبعد تهجيرهم القسري إلى الشمال سكنت أسرة "أبو العبد" وغيرها في  مناطق كثيرة  بإدلب وانتشروا فيها، وهم كأبناء تلك المدن والبلدات  في الريف الإدلبي وجدوا أنفسهم مرغمين على الفرار بأرواحهم إلى الطرقات يهيمون على وجههم، ولعل بعضهم من حظي باستقبال من بعض معارفهم.

وتجد بعض العائلات أنفسها مرغمة على ترك أمتعتها في إحدى الدور السكنية الفارغة أو ما تعرف في اللهجة الدارجة "بيوت على العظم" أي غير مكسوة، في حين تقيم لدى بعض معارفها، كما هو حال أسرة "عمار الخالدي" من مهجري وادي بردى، الذين نزحوا من "بنش" مؤخرا.

وأكد الخالدي أنه أصعب ما يواجههم كنازحين، برودة الطقس، وصعوبة إيجاد عملٍ واﻹسهام في جزء من رد الجميل، للمستضيف بحسب "عمار".

أزمة النزوح هذه ليست اﻷولى في مناطق الشمال السوري المحرر، لكنها تعتبر الأضخم إذ تم توثيق حركة نزوح مدن وبلدات بأكملها دفعةً واحدة، مثل؛ "معرة النعمان وريفها وبلدات شرقي مدينة إدلب، وسراقب، ومؤخر ريف حلب الغربي والجنوبي".

بدروه، قال "أحمد" من مهجري بلدة الهامة بريف دمشق الغربي: "لم أفلح في العثور على منزل للآجار، أو حتى خيمة تقينا برودة الطقس، وتستر النساء، وفقنا الله واستضافني أحد اﻷصدقاء في مخيم قرب بلدة عزمارين، ونحن نقيم لديه مؤقتا برفقة 3 عوائل أخرى، تنام النساء في غرفة مع الصغار، والرجال في الثانية".

ويشار إلى أن إيجارات المنزل في بعض مناطق إدلب ارتفعت وتراوحت ما بين 75 و 200 دوﻻر، وتعتبر فرصة إيجاد المنزل كما يصفها البعض بالحظوظ، أو مغامرة مستحيلة.

ويتوزع النازحون اليوم على المناطق التالية؛ مدينة إدلب، معرة مصرين، عرب سعيد، إرمناز، كفر تخاريم، كفر يحمول، وباتبو، وغيرها،ويشتكي معظم من التقتهم مراسلتنا من غياب دور المنظمات اﻹنسانية. 

ورغم المعاناة إﻻ أن نشطاء الثورة يصرون أن السوريين ألتفوا على بعضهم، وتقاسموا هموم الحرب وويلاتها.

وبحسب تقرير "فريق منسقو الاستجابة" فقد بلغ عدد المخيمات خلال الشهرين الماضيين ١٢٥٩ مخيما بينها ٣٤٨ مخيما عشوائيا، والكثير من العوائل سكنت في بيوت غير مجهزة ضمن مخيمات عشوائية، أو حتى بيوت طينية على الحدود التركية، سقفت بالنايلون أو الشوادر، التي لا تقي برودة الطقس.

مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يعتمد نهجًا جديدًا بعد سقوط النظام في سوريا

كيف بررت روسيا سرعة انهيار جيش النظام المخلوع

اكتشاف مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع

المقدم حسن عبد الغني"قوات النظام بحاجة إلى إعادة تموضع خارج سوريا بالكامل"

درعا والسويداء خارج سيطرة النظام

التراجع الاقتصادي في دمشق وتداعياته

//