بلدي نيوز
قالت صحيفة تلغراف البريطانية، إن ثلاثة ملايين من النازحين السوريين يبحثون عما يؤويهم في مساحة ضيقة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا على الحدود التركية.
وأكدت أن بعضهم أجبر على اتخاذ أشجار الزيتون منازل لهم بعد أن اكتظت بهم المخيمات والمساجد، لكن برد الشتاء القارس هذه الأيام جرد الأشجار من أوراقها وتركهم في العراء.
وقالت منظمة "ميرسي كوربس" للعون الإنساني، إن القصف مستمر ليلا ونهارا والناس لا يريدون الفرار لأنهم فروا كثيرا من قبل، لكن ليس لديهم خيار سوى الاستمرار في الفرار.
وحذرت المنظمة من أن أعداد النازحين كبيرة للغاية ومن المستحيل تغطيتهم جميعا، وهناك احتمال بنزوح 280 ألفا إضافيين من المراكز الحضرية، وبينها مدينة إدلب نفسها المكتظة بالنازحين الهاربين من مناطق أخرى.
وكشفت الصحيفة من مدينة غازي عنتاب بتركيا إنها تحدثت بالهاتف مع بعض النازحين الذين حكوا لها عن فرارهم المستمر ومعاناتهم من انخفاض حرارة أجسادهم، ووفاة كثير من الأطفال جراء البرد وعدم توفر ما يقيهم ضراوته.
ونقلت الصحيفة عن نائب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي بالأمم المتحدة للأزمة السورية مارك كتس، وصفه لمعاناة هؤلاء النازحين بأنها "مروعة".
ونشرت في تقريرها مناشدات من صحفيين وعمال إنقاذ وناشطين في إدلب، طلبوا المساعدة للوصول إلى تركيا، لأنهم يخشون عواقب وخيمة من اضطهاد وتعذيب أو ما هو أسوأ إذا استعادت "الحكومة" محافظة إدلب بأكملها، بحسب وصفها.
ولفت التقرير إلى ما قالته الأمم المتحدة الاثنين المنصرم، من أن هذه الموجة من نزوح السوريين هي الأسوأ والأكبر حجما منذ 2011، وإن سوريا أصبحت تؤوي أكبر مجمعات للنازحين في العالم وإنها بحاجة ماسة حاليا حتى لا تتحول إلى مقبرة.
وأشارت تلغراف إلى أن النظام السوري والروس قصفا محافظة إدلب واستهدفا ستين مستشفى ومنشآت مدنية أخرى، في محاولة متعمدة لإجبار السكان على الفرار.
وقالت إن السكان لا يدرون إلى أين يفرون، لأن الحدود مع تركيا مغلقة منذ أزمة اللجوء في 2015، فضلا عن أن تركيا تستضيف أصلا حوالي 3.5 ملايين سوري.
المصدر: الجزيرة نت