بلدي نيوز - ريف دمشق (محمد أنس)
سيطر "جيش الإسلام"، اليوم السبت، على بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بعد اقتحام البلدة بعشرات العربات العسكرية والآليات الثقيلة.
وجاءت سيطرة جيش الإسلام على البلدة بعد عشرة أيام من المعارك مع جيش الفسطاط وفيلق الرحمن، تخللها هدن ووقف لإطلاق النار لساعات قليلة، فيما خلفت تلك المعارك أكثر من 250 قتيلا من الأطراف المتحاربة، فضلاً عن أكثر من 850 معتقلا من المقاتلين إثر عمليات مداهمة للمقرات نفذتها قوى تابعة للطرفين.
يقول أحد القادة الميدانيين "لم يعد عهد الانقلابات العسكرية من ذاكرة الماضي؛ فاليوم الأخوة يتصارعون وينقلبون على بعضهم البعض، فكل جهة تضخ ما لديها من آليات وأسلحة لكسر الذي كان بالأمس رفيق دربه قبل أن يصبح اليوم عدوه الأول".
وأضاف "في الغوطة الشرقية إخوة السلاح وأبناء الثورة، يجيشون ضد بعضهم ابتداءً من منشورات مواقع التواصل الاجتماعي وليس انتهاءً بفوهات الدبابات والاقتحامات، فتزهق الدماء البريئة، ويُقتل أبناء الثورة على يد أبنائها، ربما لم يعد سبب الاقتتال مهما في حال المقارنة بتكسير الأضلع".
مصدر ميداني مطلع، قال لبلدي نيوز خلال اتصال معه "اقتحم جيش الإسلام معززاً بعدد من الدبابات وعربات ناقلات الجند وسيارات الدفع الرباعي وعدد كبير من العناصر بلدة مسرابا في وسط الغوطة الشرقية مع ساعات الفجر الأولى، عقب معارك عنيفة للغاية استمرت لساعات طوال، قبل أن يفرض الجيش سيطرته على البلدة".
وأضاف المصدر "عقب نجاح جيش الإسلام في بسط سيطرته على بلدة مسرابا من جيش الفسطاط وفيلق الرحمن، تقدم جيش الإسلام وسيطر على بلدة مديرا، فيما لم نتأكد من وجود ضحايا سوى مدني واحد وعدد من الإصابات".
وأشار المصدر إلى أن قائد جيش الإسلام "البويضاني" زار بلدة مسرابا وخطب بالموجودين فيها، معتبراً أن فيلق الرحمن هم أخوة لجيش الإسلام، معيداً أحاديثه بأن جيش الإسلام لن يسمح بتقسيم الغوطة إلى عدة مناطق.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من رفض أبو همام البويضاني القائد العام لجيش الإسلام تقسيم الغوطة الشرقية، مؤكداً أن المعارك مع باقي الفصائل الثورية في الغوطة بريف دمشق كانت دفاعاً عن النفس.
بدوره، قال وائل علوان الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن، أن جيش الإسلام يقود اليوم الغوطة الشرقية إلى بحر من الدماء، وحمّل قائده "البويضاني" تحديداً، وقياداته مسؤولية مصير الغوطة وجميع الشهداء المدنيين الذي سقطوا، والخوف والترويع الذي بثه في صفوف جميع أهالي الغوطة.
ولفت علوان في تصريحات لراديو "الكل"، إلى قيام جيش الإسلام اليوم باقتحام بلدة مسرابا بـ6 مدرعات (3 دبابات، و3 عربات بي أم بي)، مستخدماَ الكثير من الذذخائر والقذائف وقوات المشاة، إلى جانب سيارات مزودة بمكبرات صوت رافقت الحملة العسكرية وطالبت الأهالي النزول إلى الأقبية والدور المنخفضة، بعد أن فض اعتصام المدنيين المطالبين بوقف الاقتتال بين الفصائل.