قتل سليماني.. هل يُشعِل حربا إيرانية أمريكية في المنطقة؟ - It's Over 9000!

قتل سليماني.. هل يُشعِل حربا إيرانية أمريكية في المنطقة؟

بلدي نيوز – (عبدالعزيز الخليفة)  

توعدت إيران  بالانتقام لمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، في عملية عسكرية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، وأعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الحداد ثلاثة أيام، مهددا الولايات المتحدة بأن انتقام ايران سيكون "ساحقا". 

وأعلن علي الشيرازي ممثل المرشد الأعلى في فيلق القدس، أن الانتقام لاغتيال سليماني على يد القوات الأمريكية واجب شرعي، حسب تعبيره.   

وقال "سنحرم الأمريكيين النوم"، مضيفا أن فيلق القدس يقف اليوم في الميدان أقوى مما كان عليه.  

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الجمعة إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية جميع عواقب "مغامرتها المارقة". 

وعقد مجلس الأمن القومي الإيراني بمشاركة علي خامنئي للمرة الأولى، اجتماعا طارئا لبحث الرد على مقتل سليماني. 

البنتاغون يوضح سبب قتل سليماني 

وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعلنت عن توجيه ضربة عسكرية أدت لمقتل الجنرال سليماني قائد "فيلق القدس". 

وأضافت الوزارة في بيان "هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل"، موضحة أن سليماني كان يعمل بنشاط ودأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأميركيين في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة. 

وأشار البيان إلى أن سليماني وعناصر فيلق القدس مسؤولون عن مقتل المئات من أفراد القوات الأميركية وقوات التحالف، موضحا أن تلك الميليشيات الإيرانية كانت شنت هجمات على قواعد التحالف في العراق على مدار الأشهر القليلة الماضية. لافتا إن سليماني كان قد أعطى الضوء الأخضر للهجمات التي قام أنصار الحشد الشعبي بتنفيذها على السفارة الأميركية في بغداد.  

انقسام أمريكي 

أشاد سياسيون جمهوريون أميركيون نافذون مساء الخميس بالغارة الأميركية التي أدت إلى مقتل سليماني بأمر من الرئيس دونالد ترامب، بينما دان خصومه الديموقراطيون بمن فيهم منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية جو بايدن هذه العملية. 

وقال السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام أحد حلفاء ترامب المقربين "أنظر بتقدير إلى العمل الشجاع للرئيس دونالد ترامب ضد العدوان الإيراني". وعلى غرار السناتور الذي يشغل مقعد كاليفورنيا الجنوبية في الكونغرس، وقف الجمهوريون صفا واحدا وراء استراتيجية ترامب. 

وقال السناتور الجمهوري ماركو روبيو إن "التحركات الدفاعية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران ووكلائها تطابق مع التحذيرات الواضحة التي تلقوها، لكنهم اختاروا تجاهل هذه التحذيرات لأنهم يعتقدون أن انقساماتنا السياسية الداخلية تمنع رئيس الولايات المتحدة من التحرك". وأضاف "لقد أساؤوا التقدير". 

وفي المعسكر الديموقراطي، دان خصوم ترامب القصف ومخاطر تصعيد مع إيران. وقال جو بايدن النائب السابق للرئيس والمرشح للانتخابات التمهيدية للديموقراطيين إن "ترامب ألقى للتو اصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي"، مؤكدا أنه "تصعيد هائل في منطقة خطيرة أساسا". 

من جهته، أكد بيرني ساندرز المرشح الآخر للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي أن "التصعيد الخطير لترامب يقربنا أكثر من حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط".  

وأضاف السناتور المستقل أن "ترامب وعد بإنهاء الحروب التي لا تنتهي لكن عمله هذا يضعنا على طريق حرب أخرى".  

خيارات الرد الإيراني  

وتوعدت إيران على المستوى الرسمي بالرد حتى أن مرشدها الأعلى علي خامنئي، واعتبر أن ذلك "فرضا" أي أنه جعل للرد الإيراني صبغة شرعية بهدف جعل الفصائل الشيعية بشكل خاص المدعومة من طهران في العراق وسوريا واليمن ولبنان معنية بالرد. 

لكن رغم أن إيران توعدت بالرد على أمريكا فإنها لا تملك أن ترد من أرضها بقصف علني لأهداف أمريكية بالمنطقة، مثلما قامت حين ردت على تنظيم "داعش" بقصف مواقع له في دير الزور ردا على هجوم على البرلمان الإيراني في 2017 تبنته "داعش". 

ويبدو أن طريقة الرد الإيراني على أمريكا هي ما سيبحثه المجلس القومي الإيراني، أن كانت سترد في العراق عبر ميليشيات الحشد الشعبي التي تكسب صبغة حكومية عراقية من خلال استهداف مصالح أمريكية كما حصل الجمعة الماضي حين تسبب هجوم على قاعدة أمريكية في كركوك بمقتل مواطن أمريكي، ردت عليها واشنطن بقصف مليشيا كتائب حزب الله العراقي.  

وخلال الفترة الماضية عمدت إيران إلى إثارة التوتر بالمنطقة، وذلك عبر استهداف ناقلات النفط بالخليج العربي، كما قامت بإسقاط طائرة عسكرية أمريكية مسيرة، وهو الأمر الذي قررت أمريكية عدم الرد عليه بقرار من ترامب ألغى فيه ضربات لإيران باللحظات الأخيرة، كما تعد إيران مسؤولة عن هجوم  على منشآت النفط السعودية وهو الهجوم الذي تبنه ميليشيا الحوثي باليمن، وهي سيناريوهات ممكن أن تتكرر مرة أخرى.  

وتناصر إيران مجموعات مسلحة شيعية في سوريا ولبنان، أبرزها ميليشيا حزب الله وميليشيات عراقية وأفغانية وباكستانية شيعية تنشط في سوريا،  يمكن أن ترد في سوريا من خلال استهداف القوات الأمريكية التي تتمركز بمواقع كثيرة شرقي الفرات ومنطقة التنف، كما أن خيار الرد الأكبر هو أن تقوم هذه الميليشيات في قصف مواقع إسرائيلية، التي نعت فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحماس، خاصة أن الحركتين تربطهما علاقة مميزة مع إيران كان مهندسها قاسم سليماني.  

إسرائيل تستعد 

وقطع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الجمعة، زيارته إلى اليونان. 

وكان نتنياهو يُجري زيارة إلى أثينا، وقّع خلالها الخميس، اتفاقية لمد أنبوب غاز طبيعي من الحقول الإسرائيلية في البحر المتوسط، إلى أوروبا عبر قبرص واليونان.  

وأصدر نتنياهو تعليمات إلى وزراء حكومته، بعدم إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام، في أعقاب اغتيال سليماني. 

وأعلن "الجيش الإسرائيلي" حالة التأهب في شمال إسرائيل. وقال الناطق بلسان الجيش في بيان، "بناءً على تقييم الوضع، تقرر الّا يفتح موقع التزلج على الثلج في جبل الشيخ (على الحدود مع سوريا) أمام المتنزهين".  

وطلب الجيش من الإسرائيليين عدم الاقتراب من المكان، خشية تعرض إسرائيل لهجمات من سوريا أو لبنان، اللتان تشهدان نفوذا إيرانيا واسعا، في أعقاب التهديدات الإيرانية "بالرد والانتقام القاسي" على اغتيال سليماني. 

وسيعقد وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بنيت، جلسة لتقييم الوضع، بمشاركة قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب.  

لماذا يعد سليماني مهندس النفوذ الإيراني؟ 

يعدّ قاسم سليماني، من أكثر الشخصيات المعروفة في إيران وصاحب دور محوري في بناء نفوذها في الشرق الأوسط، وكان يُنظر إليه على أنّه خصم مزعج للولايات المتحدة وحلفائها. 

وولد سليماني في مدينة قم في عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، من أسرة فلاحية فقيرة، وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط. ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى نجاح الثورة في إيران عام 1979. 

وانضم سليماني إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد آية الله الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة فيلق القدس عام 1998. 

ويمثل فيلق القدس هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بمسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية. 

وبرز قائد فيلق القدس، الذي كان يعيش خلف ستار من السرية لإدارة العمليات السرية في الخارج، لتحقيق النجومية في إيران. 

وأصبح الرجل، الذي لم يكن يتعرف عليه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب، مادة رئيسية لأفلام وثائقية ونشرات أخبار وحتى أغاني موسيقى البوب. 

وتداول الناشطون في إيران على نطاق واسع فيديو لمليشيات شيعية في العراق يظهر جنودا وهم يرسمون صورا للجنرال قاسم سليماني على الجدران، ويؤدون التحية العسكرية له، مصحوبا بموسيقى حماسية في خلفية المقطع. 

ويدير سليماني عشرات الفصائل في العراق منذ عام 2003، أبرزها كتائب حزب الله ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق المنضوية تحت مظلة الحشد الشعبي.  

وفي سوريا المجاورة، ينسب إليه الدور الأبرز في وضع الاستراتيجية التي ساعدت نظام بشار الأسد في تحويل مسار المعركة ضد قوات المعارضة واستعادة مدن وبلدات رئيسية. 

وفي لبنان، يدير سليماني ميليشيا حزب الله التي تعد بمثابة دولة داخل دولة، وتسيطر على مفاصل الحياة السياسية والعسكرية.  

وسبق للمحلل العسكري السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية كينيث بولاك أن قال عن سليماني ضمن السيرة التي كتبها عنه لمجلة تايم في عددها المخصص لأكثر مئة شخصية نافذة في العالم عام 2017، "بالنسبة لشيعة الشرق الأوسط، إنّه خليط من جيمس بوند وارفين رومل ولايدي غاغا". وأضاف "بالنسبة إلى الغرب، إنّه (...) المسؤول عن تصدير الثورة الإسلامية، دعم الإرهابيين (...) وقيادة حروب إيران في الخارج".

مقالات ذات صلة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام

إسماعيل بقائي "نؤكد أهمية الجهود المشتركة في ضمان أمن واستقرار المنطقة"

النظام يتهم أمريكا بالمشاركة في الغارات الإسرائيلية على مواقعه

روسيا تتهم أوكرانيا بتدريب عناصر من "الهيئة" بوساطة أمريكية